وتوازن بين حرية الفرد ومصلحة المجمتمع. صحيح أن الغرب قد بلغ مبلغا عظيما في الرقي المادي وحقق الثورات المعروفة في عالم اليوم: الثورة البيولوجية ، وثورة المعلومات، وثورة الاتصالات ، ولكن إنسان الغرب الذي وضع أقدامه على سطح القمر ، لم يستطيع ان يحثث لنفسه السكينة والسعادة على ظهر الأرض، ولن يجد ذلك إلا في رسالة الإسلام التى تعطية الإيمان ، ولا تحرمه العلم ، وتربطه بالآخرة ، ولا تحرم عليه الدنيا ، وتصله بالسماء ولا تنتزعه من الأرض. وإنما تؤتي هذه الرسالة أكلها وتحقق اهدافها العالمية إذا قدمتها امة تمثلها بحق ، وتجسدها بصدق علما وعملا وفكر ودستورا وخلقا وسلوكا. ولهذا كانت حاجة الأمة المسلمة إلى هذه الرسالة أشد نت حاجة الآخرين إليها وهى احق بها واهلها وهى التى تجعل منها ( المة الوسط) الشهيدة على البشر و( خير أمة أخرجت للناس) . وهى وحدها القادرة على حل مشكلات المة والنهوض بها لأداء دورها في العالم ، كما هو مطلوب منها. على ان تختار المة الاتجاه الصحيح الذي يصلح لها وتصلح له من بين اتجاهات عدة تنتسب للأسف إلى الإسلام مثل الاتجاه الاجتراري، والانتحاري، والاعتذاري ، والافتخاري ، والاحتضاري، والاشتجاري. وقد شرحنا المراد بكل منها. أما الاتجاه الذي يجب أن تتبناه المة فهو ما سميناه (الاتجاه الحضاري). وهو الذي يقدم الإسلام على انه رسالة حضارية عالمية متميزة ، لها مقوماتها وخصائصها من الشمول والوضوح والتواز والتكامل والعمق وهذا الاتجاه هو الذي يدعو إليه شعار الوسطية الإسلامية الذي نؤمن به.
كتاب حاجة البشرية إلى الرسالة الحضارية لأمتنا تأليف يوسف القرضاوي
كتاب حاجة البشرية إلى الرسالة الحضارية لأمتنا بقلم يوسف القرضاوي..
في هذا الكتيب يتضح لنا حاجة البشرية الماسة وخصوصا ف الغرب المتفوق ماديا- إلى هذه الرسالة التى تمزج المادة بالروح وتصل بين الدنيا والاخرة ، وتجمع بين الربانية والإنسانية ، وتوفق بين العقل والقلب ،