كتاب حدوس الرماد

تأليف : السعيد عبد الغني

النوعية : الشعر

كتاب حدوس الرماد بقلم السعيد عبد الغني .. الديوان السابع عشر "حدوس الرماد"للشاعر السعيد عبدالغني الاكتئاب سجن واسع لا جدران له ولا نوافذ هو الفتك ببطىء بكل جمالنا وطفولتنا، يحولنا الى فقاقيع لامبالية بأي شىء، يلتهم شعورنا ووعينا بأقصى درجة ممكنة ولكن لأجل ماذا ،لا شىء، فهو ليس عميلا عند الموت، إنه عميل عن الحياة. تقريبا فقدت شغفى فى كل شىء، وصرت مسخا، أمرر كل شىء بالصمت والايماء، أقضى الوقت فى التأمل فى ذاتى. فى هذه الصعقات الوجودية الفكرية وفى هذا الزيف المنتشر حولى وفى زيفى وفى هذه الرهافة الشديدة التى تتحول أحيانا إلى قسوة شديدة. * العزلة مسجونة فى جسدي وتتحدث دوما عن مباهج الخروج أين أنت في فى لغتى الخاشعة للتمرد أم فى مخيلتى المجنونة ؟ كيف أحررك لم أتعود على أن أسجن حرية في ولا قيد . * خلواتى جاثية على أبعاد الوجود تنظر ان ينعطف العدم ويخرج من سرة دين التخطي. * الغرفة هى نفسها منذ سكنا فى هذه الشقة تافهة الملامح لم اختر ألوانها ولم أنتظر أن تنفتح بأي سر، فقط أجلس أحدث الجدران كيف اقتلك ايتها الجدران بدون أن أقتل نفسي؟ الجدران هذه من كثرتها حولى تزود الشعور بفساد القيود لأنى أحيا بدون جدران أو سقوف، فقط اغشية هلامية تسقط مع ارادتى بالتكسير المتعمد. أتأمل أن الجدران المادية التى أحيا بها هى سبب من كراهيتى للجدران الأخرى الداخلية، ولكنها تحفظ وجودى من التلف ولكن لا تحفظ عقلى من الانفلات فى الشرود. * صرت أمشى مع الصمت إلى نهاية ما أفعل، أتركه عندما اضجر ويتحرش بى صوت صراخ داخلي فالزم الوقوف متاملا فيه. أراه يخرج هكذا على الأشياء والأشخاص، يلون الأشياء بالسواد ويلون الأشخاص بالخرس، ضقت ذرعا من تحريك لسانى بما لا يفهمه من حولى او بترديد قصيدة على الملأ فى البيت حتى يصموا اذنهم. * هذا الصباح فاتر ، لا يوجد لدى طاقة للاستمرار فيه ولا للشجار فيه مع ذاتى على أفكار لا أؤمن بها، سالزم صمت الأشجار المدماة التى تنظر للعابرين بدون قول كلمة واحدة لهم، فقط تنتظر حطابا أو شاعرا يكتب عنها كلمات ويرحل. * هذه الأنوار البعيدة التى تظهر فى افاقى الداخلية، تخبرنى ان هناك ظلمات كثيرة فى كلمات خافتة لم أكتبها بعد، قيعان لتخبطات غير مؤهلة على الترجمة إلى الان مني، هذه العفونة اللغوية من رذائل أطياف الاشباح المشوهة وما لا أعتبره محكم البقايا، انا أكتب فقط بقايا مشاعرى وأفكارى . * لدى حساسية رهيبة تجاه من يشبهنى فى شىء، واي عمل تخييلى أقرأه لأنه التخييلى يدل على استهلاك الذات للذت ليس لاي شىء اخر، هذا الصدق الرفيع، بالأخص ليس التخييلى الأدبي بل التخييلى الغرائبى والفلسفي هذه الخلخلة لكل شىء فى الوجود وفى الداخل عن طريق فوضوى شعورية. * من أسباب الانتحار لدي اللاجدوى الرهيبة وهى تزداد مع احتكاكى بالواقع واحيانا بسبب تفاهة كل شىء وانى اهين كينونتى بالبقاء وأن البقاء لاانسانى ولحظات كراهية الشعر أي المجاز والحياة فيه، لانى أشارك فى عذابات كل الناس بالصمت ولا انفعل بأي شىء ، هكذا ابتعد وأجلس فى قوقعتى . * احيانا يضيق الداخل فجأة من أشياء متفرقة وفوضى ميتافيزقية وأجد الجدران تتخلق أمام وعيي والانهزامات من اتهامى من أقرب الناس لى بالتراخى واللامبالاة واحيانا الهيام يزداد فتزداد المساحة الداخلية وتنفتح الذات على مطلقاتها ولانهائيتها وتسرى هكذا بدون سروج ولا خوف من المشي. * لم اجد أبدا احدا يشبهنى كلية ، وجدت صدفة من لديه نزعة انتحارية ويكتب بعمق وبميثولوجية ولكنه ليس تخييلي ووجدت من هو طوباوي ولانهاءية ومتامل ولكنه ليس سوداويا، وجدت من الشعر فى باطنه يتغلغل واللوحات تزدان فى مخيلته ولكنه لا يكتب بل يرسم، لا أحد به كل التطرفات فى السوداوية والتخييل والألم والجسد والشعر والفناء والجنون ، جميعهم يعودوا عند نقطة معينة إلى الواقع، لم أعد أحتمل أن أعود أبدا إلى هذا الواقع.

شارك الكتاب مع اصدقائك

2022-10-22

2022-10-22

2022-10-22