كتاب حراثة المفاهيم للمؤلف سعيد الغانمي يمثل هذا الكتاب مفاجأة للقارئ لا يؤشر عليها عنوانه، ففي دراسة المؤلف التي تركز بشكل أساسي على كتاب "الفلاحة النبطية " للفيلسوف الآرامي قوثامي الكسندي (لعلها تسمية قثم وأكثم العربية نفسها) في مطلع القرن الثالث الميلادي، وأما تسمية الكتاب فهي تعود على الأغلب للمترجم العربي "ابن وحشية"،
أبو بكر أحمد بين قيس الكسداني القسيني، الذي ترجم الكتاب في أواخر القرن الثالث الهجري/ أوائل القرن العاشر الميلادي. يمكن ملاحظة الحياة الفكرية والفلسفية والعلمية التي توصلت إليها الحضارة الآرامية العربية في مرحلة مبكرة من التاريخ، ويؤشر الكتاب في ذلك إلى مستوى متقدم وصلت إليه الحضارة العربية في تنظيم نفسها اقتصاديا واجتماعيا، ومفاهيم وقواعد اقتصادية وتنموية تبدو كأنها منجزات حديثة، مثل تطوير الريف حتى لا يهاجر أهله إلى المدن وتشجيع الصنائع والحرف بين المزارعين، والاعتماد على التجربة في تطوير الزراعة والتقنية، بل وفي الأفكار والفلسفة أيض