كتاب حكايات متسكعة

تأليف : جمال طه غلاب

النوعية : مجموعة قصص

كتاب حكايات متسكعة  بقلم جمال طه غلاب .. كتاب قصصي نُشر في العام 2002 و هو الكتاب السردي الأول للكاتب السوداني جمال طه غلاب .

شارك الكتاب مع اصدقائك

2024-07-09

درامية شخصيات كتاب حكايات متسكعة
بقلم: عبد الحكيم عامر
ناقد من السودان
درامية الشخصيات :-
أولاً : الراوي :-
- إن الراوي في "حكايات متسكعة" شخصية مركزية فهو يمثل احدي الشخصيات التي يضمها مجتمع الحكايات المروية فالراوي يروي حكايته والحكايات الاخري (وهذا قريب من المونودراما) .
- إن أسلوب السرد المتبع في "حكايات متسكعة " يجمع بين :
أ- تقاليد السرد أو ألحكي أو الرواية الشفاهيه , لذلك فالراوي هنا قريب من شخصية "الراوي الشعبي" و"الحكواتي" ومعروف أن الراوي الشعبي يقدم حكاياه بين الناس موظفاً الأداء والتمثيل والموسيقي في تقديم الحكاية . وكذلك يفعل الحكواتي فهو يقدم حكاياه في قصور الأمراء والأسواق .... الخ.
ب. تقاليد السرد القصصي المكتوب : وهي ذات الأساليب المتبعة في كتابة "المقامة" "وألف ليلة وليلة" و" كليلة ودمنة " وكتب الحكم والأمثال والنصوص القرآنية ... الخ. وهي جميعها وثيقة الصلة بالتقاليد الشفاهية .
- إن الراوي وماثل إلي حد كبير , الراوي في " ألف ليلة وليلة " (شخصية شهرزاد) والراوي في كليلة ودمنة (الفيلسوف بيدبا) فهو راوي حامل للحكمة والفلسفة وهو يحكي من وجهة نظر الحكيم والفيلسوف لكي يؤدي وظائف انتقادية وأخلاقية وإصلاحية وهو من ناحية أخرى يمثل دور المثقف والأديب الذي يؤمن بالتغيير ويقوم بدوره السياسي وهو أيضاً الإنسان العادي الذي يروي معاناته وهواجسه في هذا العالم .
- إن الراوي هو الكاتب الذي اثر التسكع في المكان الذي يحي فيه ليكتب عنه ومن هنا يمكن ان نلاحظ ان المؤلف كراوي للخطاب يحاول أن ينشئ جسورا بينه وبين الراوي في الحكايات المروية .
- إن الراوي يسرد ويروي حكايته في أكثر من حكاية , فحكاية الراوي ترد في " توطئه " وفي "الحكاية الأولي حكايتي" وفي "حكاية شربكه" " وبصيص من عطر" " والبصيص" وفي " حكاية فرضت نفسها , أو المثول" وفي " غراميات " وكذلك في الأشعار التي تمثل امتداداً لصوت الراوي . وحكاية الراوي ترد أما في حكاية منفصلة أو هي ترد متداخلة مع حكاية شخصية أخرى في صيغة أشبه ما تكون بحكاية السيرة الذاتية .
- إن الراوي يقوم بوظيفة الباحث الاجتماعي الذي يحلل الظواهر الاجتماعية , وهو داخل سياق الحكايات التي يقدمها يلجأ إلي أسلوب النقاش والتحليل الاجتماعي والنفسي ليكشف عما يختبئ وراء عالم الشخصيات.
- إن العالم كما يراه الراوي يمثل عالماً منقسماً إلي عالمين .
الأول: عالم الغني ويمثله السادة المألوفين . وهو عالم سادة وعقلاء ووجهاء وظرفاء يعيشون حياة آمنه , ثابتة ليس فيها معاناة .
الثاني : عالم هامشي سمته الفقر والبؤس واليأس ويمثله السادة غير المألوفين الذين قلما يرفع الستار عنهم . وهو عالم يتميز بالمأساوية.
- وان الحكايات التي يرويها الراوي هي بغرض معاينة ما خلف الستار والكشف عن هذه الحياة اليومية , وهناك علي مدار الحكايات حلم وهاجس للتغيير نحو حياة أفضل.