كتاب حكاية رجل تعب من تفسير الماء بالماء

تأليف : جمال طه غلاب

النوعية : مجموعة قصص

كتاب حكاية رجل تعب من تفسير الماء بالماء  بقلم جمال طه غلاب .. مجموعة قصصية صدرت عام 2018. من الكتاب لن تُصرف لك غير ابتسامة واحدة عندما جاء إلى هذه الفانية لم يخبروه بأنه غير مسموح له بغير ابتسامة واحدة و عندما تعاظم العجب من تبسمه الدائم شرح لهم أن الابتسامة التي على وجهه ولدت معه و لا يملك من حطام الدنيا غيرها لذا فهو يحرص عليها و لا يدعها تفارقه، لكن أحد لم يصدقه وقيل إن الأمر و بغير شك ينطوي على مؤامرة لا بد من إماطة اللثام عنها. رحل تحت وطأة التعذيب و لم ينتزعوا منه اعترافاً غير تلك الابتسامة التي بلغت مبلغ الآية في النصاعة و التبشير بأن السعادة ممكنة في مدينة الإكفهرار و الكآبة و العبوس. صدر بيان مقتضب أشار إلى أن التحقيقات لا زالت جارية بغية الكشف عن الجهة المعادية التي تزود المواطنين العاديين بمهارات تمكنهم من مواجهة الموت و هم يبتسمون .

شارك الكتاب مع اصدقائك

2024-05-13

يمكن الإطلاع على بعض الملاحظات النقدية لبعض قصص الكتاب عبر الرابط أدناه
https://sudanile.com/%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D9%85/
تحرر.. (على السجية) قصة لجمال غلاب
القاص والمترجم جمال غلاب، أحد كتاب القصة القلائل، ممن انحازوا بالكامل لهذا الفن السردي الحساس لمتطلباته التقنية واللغوية والأسلوبية، فغلاب – على الأقل حتى الآن – لم ينجرف وراء موجة كتابة الرواية السائدة، التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة (أيقونة) كتاب السرد ومحطة أساسية أمام كل قاص يبني من نصوصه القصصية المتراكمة سلما ليوصله إليها. أما جمال فظل وفيا للقصة القصيرة، ومتقدما في طرائق كتابتها واختيار موضوعاتها، مما يجعلنا باطمئنان نشير أنه يمثل الآن أميز من يكتبون القصة في السودان، والوحيد بين طائفة كبيرة من القصاصين، من نجد في كل نصوصه، ما يغرينا بمتابعة القراءة الماتعة المتفكرة؛ فالقصة لديه لا تتوقف عند مستوى الحكاية وبناء الذروات، وإنما تغوص في شأن الوجود الإنساني عبر طرح فلسفي عميق يجعل النص فوهة من الأسئلة الإنسانية المقلقلة.
في قصته (على السجية)، يهبنا غلاب نصا لا يختلف كثيرا في إبداعيته عن نصوصه السابقة من حيث درجات الإمتاع التي يوفرها لقارئه، ومن ناحية تماسكه البنائي واللغوي ومثالية اختيار موضوعه الحكائي؛ ولعمق السؤال الذي يناقشه النص وهو يسرد بلذة متكاملة موقف الإنسان أمام (النظام)، و(الاختيار)، و(التمرد)، و(الانطلاق).. كل هذا نلمسه ونتابعه عن طريق راوٍ وحيد، يروي لنا (مأساته) وأزمته المتمثلة في حياته الروتينية الاستسلامية الفاترة، بظروف عمله الوظيفية الكئيبة؛ وخضوعه المهين لرؤسائه وانكساره أمام الوقت والعادة، وبانهزاميته المذلة أمام الناس – المجتمع أو سمهم (القطيع).
النص يبتدئ بإعلان خجول من الراوي يبين فيه بدايات تمرده على حياته السلبية بكل (سخافاتها) وقيودها وتدخلات الآخرين وسيطرتهم على مجرياتها. يقول بطل القصة الوحيد: "أوليت ظهري للعمران وابتدأت رحلتي. لن أصطدم بأحد ولن تقصيني يدُّ غليظةُ بحُجة عرقلة ذلك التدفق الأرعن وغير المُنتهي. ما من بِركٍ أو كلاب، ليس ثمّة سوى الصمت والنجوم، وأنا أتوغل في الفراغ إلى أبعد مدى.".. تلك هي رحلته اليومية منذ بدأ يعي إمكانية تحرره وحيدا في الظلام، بعيدا عن العمران، يغني، يرقص، يكلم نفسه يمضي مع وفي الفضاء فقط، يحدث ذلك منذ اكتشف هذا (المتمرد) أن الحياة تتسرب منه وهو سجين واقعه المقعد مثلما تسربت من زملائه الموتى وهم بين ركام وغبار المكاتب الحكومية.
في تحرر وانطلاق موقوتين، مرتبطين بالليل والأماكن القفر، يكتشف الراوي مع كل يوم جزء من إنسانية المدفونة وسط أطنان من رمال الالتزامات والواجبات والمجاملات.. يمضي وحيدا، يحادث نفسه، يغني لها، يحرك يديه ورجليه كيفما شاء، ينتقم (خيالا) من كل من أذوه وشوهوا حياته... إلى أن يكتشف مع تطور الوقائع: "سيتمُّ تجريدي مما أملك وما لا أملك وما حلمت أن أملك".. وذلك حين يزحف العمران (النظام) إلى مملكته.
ختام: النص ثري إلى أبعد مدى، يصعب تلخصيه، لبعده الفلسفي العميق، ولحلاوة (حكايته).
استدراك: القصة تدعونا بصدق إلى تأمل ذواتنا والغوص بداخلها.. إنها منشورة بموقع مجلة (البعيد) الإلكترونية.
*زاوية يومية بصحيفة (اليوم التالي)

منصور الصُويّم
[email protected]
/////////