مجموعة قصصية صدرت عن وزارة الثقافة الأردنية عام 2012 . عاين فيها جلال برجس تلك التحولات التي طرأت على الإنسانية نتيجة للتحولات العالمية الكبرى، وانعكاسات تلك التحولات على على الإنسان، الذي تحول إلى كائن مهشم نتيجة للتشظي الذي طرأ على المعمار الخارجي
والقيم ممتداً إلى المعمار الآدمي الداخلي. من أجواء الكتاب (تذَكَرَتْ كيف أن الزلزال لم يأتي مفاجئاً رغم أن الكثير رأوه مفاجئاً ومدوياً واستغربت من تلك الغفلة التي كان عليها أهل القرية وباقي القرى وانه كان عليهم الانتباه كما كان الأجداد القدامى لكثير من المظاهر الطبيعية والبشرية والحيوانية تلك التي تدل على قدوم كارثة كتلك التي وقعت . (قبل عام 1990 لم يتوقع احد من أن زلزالا سيحل على هذه القرى ويخلف كل هذا الدمار ) قالت ليلى ذلك وهي تربط آخر أزرار قميصها في عروته بينما احمد الشاب الذي يصغرها بتسعة عشر عاما مازال عاريا في سريره ويدخن بكسل خَلّفَهُ عراك جنسي امتد لساعة كان قد دفع ثمنها لليلى التي بعد الزلزال صارت تبيع نفسها لتطعم أولادها الذين حاولت إطعامهم بطرق أخرى لكن الزلزال وما خلفه من كوارث كان قد أتى على كل شيء وبات الناس يموتون تباعا لشدة الجوع والمرض والقهر , هناك من قاوم لفترة بسيطة لكنه انتهى خصوصاً أولائك الذين كانت لهم رواتب شهرية وأصحاب المهن الخفيفة , لكنهم التحقوا بمن كانوا لا يجدون عشاءهم. قال احمد وهو يتمطى في سريره : - أرى أن لهذا الزلزال الذي تمقتين فوائد عظيمة قالت وهي تنحني لتحشر قدمها في حذائها الذي بات يتعبها مؤخرا من كونه ضيق على قدميها: - صحيح أن له فوائد عظيمه وأهمها انه زاد غناكم غنى. ضحك احمد بملء فمه وهو يردد: - هكذا انتم لا ترون الأمور إلا من زاوية واحدة. رمقته بنظرة أثارت في دواخله غيظا كبيرا , وهو ينفث بدخان سيجارته في هواء المكان بطريقة المنتصر في معركة , إذ قال : - لكنني كنت اعرف انك ذات يوم ستأوين إلى فراشي , فانا كنت أتوقع الزلزال , فعندما كنت أراكِ عائدة من عملك باتجاه البيت تسيرين في الشارع بطريقة وصفتها نساء القرية بأنها مشية كمشية ضابط , وحش ما كان يفغر فاه في دواخلي , كنت تنظرين إلي باحتقار كأنني كلب يلهث عند قدميك , لا ملابسي ولا الجاه الذي كنت ارفل به شفع لي عندك وأنا أراك كل يوم تحملين بيدك كتابا وتتفاخرين بأنك تكتبين عن القرية وعاداتها وطقوسها في الزراعة والفلاحة وحتى الحب , كنت اشعر انك بطريقة ما تؤشرين لنا بأننا جهله , كنت اعرف يا ليلى انك قادمة لا محالة إلى فراشي والمتعة التي تضج بي الآن انك أتيتِ رغما عنك وعنوة لتصبحين في يدي لي ومقابل فتات , ويدي تجوس جسدك الذي اسمع في داخله أشياء تتهاوى واعرف أنها كل تفاصيلك التي كنت تتبجحين)