صدرت هذه المجموعة الشعرية في عَمان عام 2011 عن دار فضاءات للنشر والتوزيع. وقد تناولها تناولها عدد من النقاد، والشعراء، والكتاب في مقالات ودراسات نقدية. مثل ( د. عماد الضمور، الشاعر علي شنينات، الشاعر نضال القاسم، القاص والكاتب عيسى بن محمود، القاصة
والكاتبة رائدة زقوت، الناقد سليم حسن، الناقد والتشكيلي حسين نشوان، الشاعر والناقد راشد عيسى، الناقد والشاعر محمد سلام جميعان) وهذا مقتطف من دراسة حولها للدكتور عماد الضمور استاذ الأدب الحديث في الجامعة الأردنية : اختطّ الشاعرُ بعنونة مجموعته «قمر بلا منازل» نسقاً شعريّاً لنفسه منذ البداية، إذ يُصرّ على أن يكون قمره بلا منازل؛ ليمنح أفقه مساحة واسعة من التأمل، ويسمح لرؤياه بالتصاعد دون قيود، ويُشغل متلقيه بطبيعة هذا القمر.ومن المعروف أن الله سبحانه وتعالى جعل الكون وفق نظام ثابت، وقوانين دالّة على قدرة إلهية، تتسق وفقها الأشياء، وتستمر معها الحياة، كما جاء في قوله تعالى: «والقمر قدّرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم، لا الشمس ينبغي لها أن تُدرك القمر ولا الليل سابق النهار، وكلٌّ في فلك يسبحون». إنّه الشعر الذي لا يخضع لمنطق الأشياء، بل يُخضع الأشياء لمنطقه، يبحث عن المجهول؛ ليبني عالماً جديداً، يُعاند الواقع، ويتجاوز مألوفيته بحثاً عن عالم تتّسق فيه عبثية الواقع. ومن ناحية أخرى، فإنّ شعريّة عالية تنسرب من كلمات العنوان، تمثل رؤيا الشاعر الحُلمية، وتُبرز ثورته على الواقع بانكساراته وهزائمه المتلاحقة، فضلاً عمّا يحمله العنوان من توظيف واعٍ للأدب بشكل يخدم رؤيا الشاعر بعيداً عن المباشرة، والاحتكام لنسقية اللغة المألوفة.لا شك أن العنوان الذي اختاره الشاعر لمجموعته يتمتع بموقع مهم في البناء الفني لنصوصه الشعريّة، إذ يعلن عن كينونة النص، ويسمح لها بالتعاضد مع رؤيا الشاعر، والانفلات من نسقية التوقع التي ينهجها المتلقي عند القراءة الأولى للنص الشعري. لقد نجح جلال برجس بمباغة متلقيه بعنوان المجموعة، ما جعل من العبث التحدث عن اتجاه المعنى في اتجاه معين، ما دام أن الدلالة تفجرت في ذهن المتلقي منذ اللحظة الأولى