كتاب حياة تتهدد بقلم لؤي حمزة عباس هذا كتاب في أدب المحاورة، وهو بوجه ثانٍ كتاب له يوميات، لكنَّه بوجهٍ ثالث كتابٌ يمكن أن يشكّل جانباً حيّاً من سيرة مجتمع في ظرف تاريخي استثنائي، ظرف الحياة في ظل كورونا. لم يكتفِ المؤلّفان هنا بهذه الملامح الثلاثة المشكّلة لطبيعة كتابهما، فالملمح الأبرز هو محاوراتهما في شؤون الأدب والفكر والسياسة
منظوراً إليها من اللحظة التاريخية الحرجة والفارقة، لحظة ما بين عالمين؛ عالم ما قبل كورونا، وعالم ما بعد الوباء. بموجب هذا الكتاب فإنَّ ملازمة المنزل والعزلة فيه، بالنسبة لكاتبين مثل عبدالزهرة زكي ولؤي حمزة عباس، مناسبة أخرى يكون الحظر بمقتضاها حرّيةً؛ حرّية المكوث في مدينتيهما، بغداد والبصرة والتواصل عبر واتساب بحوارات خصبة، وحرّية إطلالتهما اليومية على عالم ملتاع بالوباء وحياة كوكب تتهدّد. إنَّه كتاب نادر في استثنائيته، وراسخ بعمق تأمّلاته، وواثق بسرعة استجابته لتحدٍّ كوني خطير. و(شهريار) التي واجهت مثل جميع دور النشر عبر العالم مشكلات العمل في مثل هذا الظروف سعيدة بأن تتحدّى ظرف الوباء بكتابٍ جديد في كل شيء، كتاب يستلهم قيمته من المحنة ومن تحديها. الحياة تمضي، وجمال المعرفة فيها يضيء الطريق.