كتاب حياكة الكلام للمؤلف المحسن بن علي التنوخي كيف يمكن أن نتفاعل مع قصص كُتبت قبل ألف عام؟ كيف يمكن إعادة صياغة الأسئلة الجماليّة والأدائيّة في النصوص الأدبية بصريًّا؟ وهذا تحديدا هو ما يقدّمانه في حياكة الكلام: اللهفة والصدفة والخيال. وقد اختار الجامعان لهذه المجموعة قصصًا كسرا من خلالها الاتّكاء المعتاد على الحبكة
والشخصيّات، وسلّطا من خلالها الضوء على العلاقات المتنوّعة والإمكانات الإبداعية التي توحي بها هذه القصص. ففي المحور الأوّل، اختارا قصصًا عن الترحال تقدّم حالات من الكشف والوعد والتنقّل بين عوالم البلاغة وجغرافيّة المتخيّل. وفي المحور الثاني، سلّطا الضوء على قصصٍ تدعونا لنقطنها، تأسرنا فيها عناصر سرديّة تتجسّد في مفاهيم ماديّة، كالصوت والحجر والقدر. أمّا في المحور الثالث فقد جمعا نصوصًا تتبنّى الشخصيات فيها أشكالًا وأقنعة متغيّرة. ويقول الجامعان أنّهما في هذا الكتاب قد قدّما قطعة من التراث العربيّ الأدبيّ الغنيّ الذي يأملان أن يبقى في إطار الوعي الثقافي وجزءًا من هويّة العرب المعرفيّة. يفتتح هذا الكتاب سلسلةَ المكتبة العربية للناشئة، وهي مبادرة من المكتبة العربية التابعة لمعهد جامعة نيويورك أبو ظبي، في سياق اهتمامها بتقديم الأدب العربي للناشئة والقارئ المعاصر عمومًا. تتبنّى هذه السلسلة مقاربة المكتبة العربية لإحياء التراث واستعادته بأجناسه وثيماته المتنوّعة والمختلفة من منظور تفاعلي يتيح الاحتفال بقراءة التراث كفرصة حيويّة للدخول في التجريب والابتكار على المستويَين الشخصي والمعرفي.