كتاب دراسات في الفلسفة السياسية عند هيجل

تأليف : إمام عبد الفتاح إمام

النوعية : دراسات وبحوث

كتاب دراسات في الفلسفة السياسية عند هيجل بقلم إمام عبد الفتاح إمام..في هذا الكتاب مجموعة من الدراسات التي تدور حول الفلسفة السياسية عند هيجل، وقد قسمت قسمين: الأول: يعالج الكتابات السياسية المبكرة، وقد بدأناه بأول عمل سياسي دفع به هيجل إلى النشر، وهو عبارة عن ترجمة وتعليق لكتاب محام شاب هو "جان جاك كارت" الذي نشره في باريس عام "1793" نفس السنة التي وصل فيها هيجل إلى مدينة بيرن ليعمل مدرساً خصوصياً في بيت من بيوت الأشراف هناك هو بيت "آل شتي

في هذا الكتاب مجموعة من الدراسات التي تدور حول الفلسفة السياسية عند هيجل، وقد قسمت قسمين: الأول: يعالج الكتابات السياسية المبكرة، وقد بدأناه بأول عمل سياسي دفع به هيجل إلى النشر، وهو عبارة عن ترجمة وتعليق لكتاب محام شاب هو "جان جاك كارت" الذي نشره في باريس عام "1793" نفس السنة التي وصل فيها هيجل إلى مدينة بيرن ليعمل مدرساً خصوصياً في بيت من بيوت الأشراف هناك هو بيت "آل شتيجر" -وكان هيجل قد هاله ما وجد، في هذه المدينة من رجعية وظلم وجرائم! فضلاً عن حكم استبدادي تسلطي! فوجد في كتاب كارت فرصة مواتية تشرح هذه الجرائم وتفضحها وهو الشاب المتحمس للعدالة ابن الثلاثة والعشرين ربيعاً المفعم بالأفكار العقلية التي بذرها عصر التنوير!وإذا كان المقال الأول دراسة "لهيجل والرجعية السويسرية"، فإن المقال الثاني في هذه الدراسة للعمل السياسي الثاني الذي كتبه هيجل بعد أن غادر بيرن إلى فرانكفورت، وفي الفترة التي دفع فيها بالعمل السياسي الأول إلى المطبعة، والغريب أن هذا العمل السياسي الثاني لهيجل هو أيضاً كشف للرجعية السياسية لكن في ألمانيا هذه المرة، وفي مقاطعة فورتمبرج! التي ولد فيلسوفنا في عاصمتها شتوتجارت!أما الدراسة الثالثة فهي تدور حول مقاله الشهير عن "دستور ألمانيا"- وهو وصف رائع لحالة التمزق التي كانت تعاني منها الأمة الألمانية في عصره، فالإمبراطورية الألمانية تجزأت إلى دويلات صغيرة، بغير قانون موحد ولا دستور واحد، ولا مجلس نيابي قادر على سن التشريعات المختلفة أو عملة واحدة... الخ ويصف هيجل حالة ألمانيا بقدر غير قليل من الحزن والأسى حيث لم تعد ألمانيا دولة ولهذا سقطت مترنحة تحت أقدام الغزاة من الفرنسيين، فعندما طرقوا الباب طرقات خفيفة انفتح على مصراعيه! ولا أحد يدافع عن ألمانيا سوى بالخطب والكلمات والعبارات الرنانة (وكأنه في الحقيقة يصف حال الأمة العربية الآن!) فكيف يمكن إعادة توحيد ألمانيا؟ هنا يبدي هيجل إعجابه بميكافللي ويتنبأ بقدوم بسمارك! ولعل هذا ما دفع أحد الباحثين إلى القول بأن هيجل كان يتمنى في ذلك الوقت أن يصبح "ميكافللي عصره"!!ثم عقب على هذه الدراسات بمجموعة مختارة من النصوص المترجمة عن مقاله "دستور ألمانيا".أم القسم الثاني من هذا الكتاب فهو يدور حول "الكتابات السياسية المتأخرة" أعني أنه يتناول موضوعات من فكر هيجل السياسي النهائي، ويبدأ هذا القسم بموضوع عن "بومة منيرفا"- وقد ورد في عبارته الشاعرية الجميلة في "فلسفة الحق" عندما قال: "إن بومة منيرفا لا تبدأ في الطيران إلا بعد أن يرخى الليل سدوله". وهو يقصد بها الفلسفة بصفة عامة، والفلسفة السياسية تعالج موضوعات مثالية أعني لا توجد في العالم الواقعي، موضوعات توجد في عالم الماوراء عالما لا يعلم إلا الله أين يوجد! ليست الفلسفة السياسية دراسة "للمدينة الفاضلة" ولا للمجتمع الطوباوي، بل هي دراسة للواقع السياسي الحاضر الذي يعيشه الناس: هنا وردة، وهنا ينبغي عليك أن ترقص! هنا المتعة الحقيقية التي تجدها الفلسفة عندما تدرس الحاضر، أعني ما هو موجود أمامها وتقوم باكتشاف العناصر العقلية الكامنة فيه! وهكذا تدور هذه الدراسة حول موضوع الفلسفة السياسية عند هيجل...أما الدراسة الثانية فهي تدور "حول علاقة هيجل بالثورة الفرنسية" وقد مرت هذه العلاقة بمرحلتين متميزتين: الأولى: عندما كان طالباً في معهد توبنجن الديني واندلعت الثورة عارمة مهددة أوروبا بغزو فكري وسياسي جديد عن "الحرية، والرخاء، والمساواة" فامتلأ شباب المعهد حماساً لهذه الأفكار، وانشأوا نادياً لبث هذه الأفكار الرائعة التي حولت أفكار عصر التنوير العقلية إلى واقع حي فجسدت حقاً عصر العقل الذي كان ينادي به عظماء المفكرين في القرن الثامن عشر!أما المرحلة الثانية التي مرت بها علاقة هيجل بالثورة الفرنسية فهي مرحلة النضج والتأمل فيما أحدثته الثورة من خراب ودمار.أما الدراسة الثالثة فهي تعرض لتصوير هيجل للمجتمع البرجوازي الذي يسميه أيضاً بالمجتمع المدني وكيف أنه يقوم على أساس الفردية الخالصة التي تعمل لتحقيق إشباع حاجاتها هي فحسب، وتستخدم الآخرين كوسائل لتحقيق غاياتها، لكنها تكتشف أن الآخرين يستخدمونها إلى الإشباع لحاجة وغاية كلية! ولقد اعتمد ماركس كثيراً على تصور هيجل للمجتمع البرجوازي!أما الدراسة الرابعة والأخير فهي تدور حول "الحرب ومحكمة التاريخ"- وهي محاولة لعرض رأي هيجل في الحرب الذي كثيراً ما أسيء فهمه وتفسره. بل كثيراً ما قيل إنه كان يمجد الحرب، وأن الحروب العالمية التي طحنت البشرية سنوات طويلة ليست إلا أثراً من آثار فلسفته المدمرة!. ولقد ذهبنا إلى أن ذلك كله يسيء فهم الفكرة الهيجلية أحياناً بحسن نية، وأحياناً أخرى يقتطع العبارات من سياقها ليسيء فهمها عامداً.
...more

شارك الكتاب مع اصدقائك