كتاب دمه وماله وعرضه - الصهر الكذاب

تأليف : أحمد علي سليمان عبد الرحيم

النوعية : الشعر

كتاب دمه وماله وعرضه - الصهر الكذاب تأليف أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. دمه وماله وعرضه! (بلغتْ أختُ هذا السفيه الشقي سن الزواج ، فالتمسَ لها بين الرجال زوجاً صالحاً ، وذلك عملاً بوصية والده الذي اشترط عليه ألا يُزوّجها إلا لرجل صالح يؤمن بالله واليوم الآخر ، وألا يشترط عليه شيئاً ، وإنما يكِله إلى صلاحه ودينه وتقواه. وقد كان له ذلك ، حيث عرضها على أحد الصالحين (فيما يبدو للناس) ، والله حسيبه ووكيله ، ولا نزكّي على الله ربنا أحداً! فلما تم الزواج ، ملأ الصهر الأحمق الأخرق الدنيا بالإفك والبهتان من أنه زوّج فلاناً ومنّ عليه ، برغم أنه لم يتكلف له شيئاً يُذكر ، كما جرتِ العادة والعرفُ والتقليد والنظام الاجتماعي المتبع! فهل كان التماسُه زوجاً صالحاً لأخته منة عليه أو عليها؟! أم أنه واجب شرعي أمرتْ به الشريعة؟ وكان الزوج قد حمل على عاتقه كل ما يستطيعه وزيادة في هذا الزواج الذي لم يُرد به وجه الله تعالى إلا من طرف واحد هو الزوج المبتلى! هل نسي هذا الصهر المعتوه والنسيبُ الأبله أنه ختنه (زوج أخته) أخ له في الله والإسلام حرم ماله وعرضه بنص الحديث: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)؟ ومادام لم يتكلف ولم يغرم فلماذا الكذب والمبالغة في البهتان والإسراف في الإفك؟ فيقال: ولماذا يتكلف هل صار ختنه بمثابة الابن؟ والجواب: لا يجب ، بل يستحب فإنه من فضائل الأعمال على أي حال! وإذن فلماذا الادعاء الكاذب الأجوف من أنه زوّج فلاناً؟! إنه لا منة له مطلقاً لا على ختنه ولا على أخته! إنه واجب شرعي تكليفي محض! وقد عرض شعيب ابنته على موسى – صلى الله عليه وسلم - ، وعرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة على أبي بكر ثم على عثمان ثم تزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم -! وعرض سعيد بن المسيب ابنته على عبد الله بن أبي وداعة ، وزوجه إياها لما ماتت زوجته ، وأعطاه عشرين ألف دينار أو أربعين على رواية أخرى! فهل منّ ابن المسيب يوماً على ابن أبي وداعة البنت والمال؟! بالطبع لا! إن الذي يعطي لله ينتظر الأجر منه وحده ، لا من سواه! هل منّ شعيب على موسى عليه السلام يوماً؟! هل منّ ابن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم تزويجه ابنته حفصة – رضي الله عنها – يوماً؟! والمثل المري الجميل يقول: (اخطب لابنتك ، ولا تخطب لابنك!) ، ونحن نوافقه في نصفه الأول: (اخطب لابنتك) ، والمعنى: (انتق زوجاً صالحاً لابنتك)! وفي هذا الانتقاء بالطبع عرضُ البنت على الصالحين ، وهو باب من أبواب الفقه الإسلامي في القديم والحديث! (باب: عرض الرجل موليته على الصالحين)!

شارك الكتاب مع اصدقائك