
استيقظ الآبق في غرفة بلا أبواب، الجدران باردة كأنها لم تعرف دفء الشمس، السقف يمتد ولا امتداد له، الأرضية تحمل آثار أقدامه هو فقط، لم يخط عليها أحد قبله،لا نوافذ, ولا مرايا ولا حتى صدى لصوته , هو، فقط هو... وظله الذي لا ينفصل عنه أبدا، تساءل: هل أنا من يسير، أم أن الظل هو من يقودني، أم أكون أنا ظلا لظلي؟ لكنه لم يكن متأكدا إن كان ذلك أول استيقاظ له، أم أنه ظل يستيقظ هكذا مرارا دون أن يدرك، الزمن ليس خطأ، بل دائرة تلف عنقه، تدور وتدور، حتى يظن أنه يقترب من نقطة نهاية، لكنه دائما يعود إلى البداية. كان يهرب، لكن مم؟ لا أحد يطارده، لا سلاسل تكبله ولا جدران تعترض طريقه. ومع ذلك، كان في داخله يقين بأنه محاصر، لم تكن هناك قيود حول معصميه، بل شيء أعمق، شيء ثقيل... وقف، تحسس جسده كما لو كان يراه للمرة الأولى، هل هذا جسده حقا؟ هل كان يملك ملامح من قبل؟ حاول أن يتذكر اسمه، لكن كل الأسماء بدت كاذبة، حاول أن يسترجع وجهه، لأن ملامحه لم تكن ثابتة، لكنها كانت جميعا تتلاشى في العدم. من أنا؟ ما الذي يجعل الإنسان هو نفسه؟ هل هو اسمه؟ ذاكرته؟ ماهيته؟ لكن ماذا لو فقد كل ذلك؟ ألن يكون هو حينها؟ ماذا لو لم يكن سوى أثر لشيء لم يوجد قط؟ كل الطرق تنتهي إلى حيث لا يريد، عند الباب ذاته، كل الأسماء لم تعد تخصه، لا شيء ثابت، لا شيء يتغير... سوى أنه صار يدرك شيئا واحدا: أنه الآبق.
استيقظ الآبق في غرفة بلا أبواب، الجدران باردة كأنها لم تعرف دفء الشمس، السقف يمتد ولا امتداد له، الأرضية تحمل آثار أقدامه هو فقط، لم يخط عليها أحد قبله،لا نوافذ, ولا مرايا ولا حتى صدى لصوته , هو، فقط هو... وظله الذي لا ينفصل عنه أبدا، تساءل: هل أنا من يسير، أم أن الظل هو من يقودني، أم أكون أنا ظلا لظلي؟ لكنه لم يكن متأكدا إن كان ذلك أول استيقاظ له، أم أنه ظل يستيقظ هكذا مرارا دون أن يدرك، الزمن ليس خطأ، بل دائرة تلف عنقه، تدور وتدور، حتى يظن أنه يقترب من نقطة نهاية، لكنه دائما يعود إلى البداية. كان يهرب، لكن مم؟ لا أحد يطارده، لا سلاسل تكبله ولا جدران تعترض طريقه. ومع ذلك، كان في داخله يقين بأنه محاصر، لم تكن هناك قيود حول معصميه، بل شيء أعمق، شيء ثقيل... وقف، تحسس جسده كما لو كان يراه للمرة الأولى، هل هذا جسده حقا؟ هل كان يملك ملامح من قبل؟ حاول أن يتذكر اسمه، لكن كل الأسماء بدت كاذبة، حاول أن يسترجع وجهه، لأن ملامحه لم تكن ثابتة، لكنها كانت جميعا تتلاشى في العدم. من أنا؟ ما الذي يجعل الإنسان هو نفسه؟ هل هو اسمه؟ ذاكرته؟ ماهيته؟ لكن ماذا لو فقد كل ذلك؟ ألن يكون هو حينها؟ ماذا لو لم يكن سوى أثر لشيء لم يوجد قط؟ كل الطرق تنتهي إلى حيث لا يريد، عند الباب ذاته، كل الأسماء لم تعد تخصه، لا شيء ثابت، لا شيء يتغير... سوى أنه صار يدرك شيئا واحدا: أنه الآبق.
المزيد...