كتاب ذكريات من ويلات الحرب غزة بقلم سلمى رضا فؤاد .. بدورنا، نحن لا زلنا عاجزين. تقتصر جهودنا نحو المشاهدة والمتابعة، وإن كنا أناسًا نحمل بعضًا من إنسانيتنا، فنحن مقاطعين. الجرح ملتهب وعميق، الطفل سُلبت منه براءته، وكذلك الأب والأم أرواحهم. الجميع دفع بأرواح أعز ما يملك، ليس لأجل إعلاء الحق أو شيء من هذا القبيل إنما كثمنًا باهظًا لظلم العالم الكبير. رجاءً، لا تسأل كيف حال من فقد عزيزًا، لا سيما عندما تتحدث عن غزة وأهلها الملكومين. فكيف تريده أن يجيب وهو حتى لا يعلم أن كانوا أحياء أم قتلى أم مجروحين؟ رقم المفقودين كبير ومهول إلى حد خطير، عائلات مسحت من السجل المدني نتيجة خذلان وضعف وهوان من دول جوار قبل المحتل المتغطرس بحلفائه الشياطين. ويبقى السؤال... بأي حق يقبل سفك الدماء بهذا الشكل المخيف؟ إنها أرواح تنزف شلالات من الدماء وليست أنهارًا من ماء .