كتاب رجال القومة والإصلاح بقلم عبد السلام ياسين
2022-05-25
منطلق الكتاب أسئلة جوهرية تنبني عليها أطروحة الكتاب وهي: ما معنى الرجولة؟ ومن هم الرجال؟ وما القومة؟ وما الإصلاح؟ ومن يُصلح؟ وما يصلح؟
هذه الأسلة وغيرها يجيب عنها الإمام من خلال الفصول السبعة وعناوينها تباعا: القومة ومشروعيتها، قطع حبال الفتنة، من القومة المسلحة إلى الاحتجاج الصامت، الصحابة يقاومون الفتنة، القائمون من آل البيت عليهم السلام، علماء على بساط الملوك، وأخيرا العلماء المربون.
بدأ الإمام بتأصيل كلمة القومة لتسترجع مدلولها الإسلامي القرآني المعبر عن القيام لله ومناهضة حكام الجور وتغيير المنكر، وتمييزها عن الثورة المقترنة بالسلاح والاضطراب والحركة العنيفة، فالقومة من منظوره ليست عملية انقلابية نخبوية بقدر ما هي "تغيير دوافع الإنسان وشخصيته وأفكاره، تغيير نفسه وعقله وسلوكه، تغيير يسبق ويصاحب التغيير السياسي الاجتماعي" .
ثم انتقل لبيان أولى خطوات القومة المتمثلة في قطع حبال الفتنة على كل المستويات ابتداء باستئصال التبعية للحاكم المستبد من نفوس الأمة لإخراجها من دين الانقياد وخمول الاستسلام لتُصبح فاعلة. فأصل الداء هو فساد الحكم، بيد أن مواقف العلماء ورجال الإصلاح تباينت بين قائم بالقسط محارب للظلم، وبين من يتنازعه الخوف على شوكة الإسلام أن تنكسر وواجب النهي عن المنكر، فاكتفى بوعظ السلطان والمقاطعة والتوجه إلى تلقين الأمة روح المقاومة.
وقد ألح الإمام رحمه الله في ثنايا الكتاب على أن الأمة كانت دائما تلتفُّ حول هؤلاء القائمين والمصلحين باعتبارهم أهل القرآن والدعوة "منهم كُمَّل الورثة المحمديين، من جمع الله لهم بين العلم الواسع والفقه والجهاد، أمثال الحسين بن علي وسائر أئمة آل البيت الطاهرين. ومنهم من كان قمة في العلم والإصلاح أمثال أئمة الفقه الأربعة. ومنهم من كان جهاده أكثر من علمه. والكل سلف لنا " ...ثم ساق نموذج الصحابة باعتبارهم السابقين إلى مقاومة الفتنة وخص بالذكر منهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وموادعتهما للناس وثباتهما على الحق حقنا لدماء المسلمين في وجه الثائرين والمتمردين الراغبين في تمزيق أوصال الأمة.
وخلص الكتاب في فصوله الأخيرة إلى دراسة نماذج الرجال القائمين بالحق في وجه سلاطين الجور، فذكر ابتداءً نموذج آل البيت الأشراف الأئمة الثمانية الذين تفاوتت مواقفهم بين المقاومة المسلحة ومناهضة الاستبداد كقومة الإمام الحسين عليه السلام سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحمد النفس الزكية، وبين مفارقة الظلمة والتوجه الكلي إلى تعليم وتربية الرجال على القوة والاستقامة لحاجة الأمة إلى تربية ترفع مستوى إدراكها لمسؤولية البيعة والجهاد، ومنهم الإمام علي زين العابدين والإمام جعفر الصادق رحمهما الله.
بعد ذلك انتقل إلى النموذج الثاني وهم علماء عاملون يغْشَون بساط الملوك، ومنهم التابعي الحسن البصري والفضيل بن عياض العابد والإمام أحمد بن حنبل...، شهدوا بكلمة الحق أمام سلطان جائر وحاشيته من علماء القصور، وفي الأخير يقف الكتاب مع نموذج ثالث للإصلاح وهم أئمة التربية مشايخ الزهد والورع الذين عكفوا على إصلاح النفوس على هامش الحياة العامة لما يئسوا من وجود أنصار الحق القادرين على إنجاح القومة، لكنهم تفاوتوا في مستوى مقاومة سلاطين الجور فتعددت مدارسهم واختلفت أساليبهم، فحافظوا على جذوة الإيمان المقاوِمة للظلم حية في ضمير الأمة، ومنهم حجة الإسلام الإمام الغزالي وسلطان العلماء العز بن عبد السلام، وصولا إلى العلماء المجاهدين والمصلحين أمثال محمد بن عبد الكريم الخطابي وعز الدين القسام وبديع الزمان النورسي، ليختم الكتاب بشهاداتٍ في حقِّ الإمام حسن البنا المجدد المربي...رحم الله جميع رجال القومة والإصلاح، هم القُدوة المحفزة على انبعاث أمة المستقبل، كانوا سلسلة تجديٍد وجهادٍ لم تنقطع في تاريخنا الطويل، هم الامتداد الحي لصاحب الرسالة عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
هذه الأسلة وغيرها يجيب عنها الإمام من خلال الفصول السبعة وعناوينها تباعا: القومة ومشروعيتها، قطع حبال الفتنة، من القومة المسلحة إلى الاحتجاج الصامت، الصحابة يقاومون الفتنة، القائمون من آل البيت عليهم السلام، علماء على بساط الملوك، وأخيرا العلماء المربون.
بدأ الإمام بتأصيل كلمة القومة لتسترجع مدلولها الإسلامي القرآني المعبر عن القيام لله ومناهضة حكام الجور وتغيير المنكر، وتمييزها عن الثورة المقترنة بالسلاح والاضطراب والحركة العنيفة، فالقومة من منظوره ليست عملية انقلابية نخبوية بقدر ما هي "تغيير دوافع الإنسان وشخصيته وأفكاره، تغيير نفسه وعقله وسلوكه، تغيير يسبق ويصاحب التغيير السياسي الاجتماعي" .
ثم انتقل لبيان أولى خطوات القومة المتمثلة في قطع حبال الفتنة على كل المستويات ابتداء باستئصال التبعية للحاكم المستبد من نفوس الأمة لإخراجها من دين الانقياد وخمول الاستسلام لتُصبح فاعلة. فأصل الداء هو فساد الحكم، بيد أن مواقف العلماء ورجال الإصلاح تباينت بين قائم بالقسط محارب للظلم، وبين من يتنازعه الخوف على شوكة الإسلام أن تنكسر وواجب النهي عن المنكر، فاكتفى بوعظ السلطان والمقاطعة والتوجه إلى تلقين الأمة روح المقاومة.
وقد ألح الإمام رحمه الله في ثنايا الكتاب على أن الأمة كانت دائما تلتفُّ حول هؤلاء القائمين والمصلحين باعتبارهم أهل القرآن والدعوة "منهم كُمَّل الورثة المحمديين، من جمع الله لهم بين العلم الواسع والفقه والجهاد، أمثال الحسين بن علي وسائر أئمة آل البيت الطاهرين. ومنهم من كان قمة في العلم والإصلاح أمثال أئمة الفقه الأربعة. ومنهم من كان جهاده أكثر من علمه. والكل سلف لنا " ...ثم ساق نموذج الصحابة باعتبارهم السابقين إلى مقاومة الفتنة وخص بالذكر منهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وموادعتهما للناس وثباتهما على الحق حقنا لدماء المسلمين في وجه الثائرين والمتمردين الراغبين في تمزيق أوصال الأمة.
وخلص الكتاب في فصوله الأخيرة إلى دراسة نماذج الرجال القائمين بالحق في وجه سلاطين الجور، فذكر ابتداءً نموذج آل البيت الأشراف الأئمة الثمانية الذين تفاوتت مواقفهم بين المقاومة المسلحة ومناهضة الاستبداد كقومة الإمام الحسين عليه السلام سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحمد النفس الزكية، وبين مفارقة الظلمة والتوجه الكلي إلى تعليم وتربية الرجال على القوة والاستقامة لحاجة الأمة إلى تربية ترفع مستوى إدراكها لمسؤولية البيعة والجهاد، ومنهم الإمام علي زين العابدين والإمام جعفر الصادق رحمهما الله.
بعد ذلك انتقل إلى النموذج الثاني وهم علماء عاملون يغْشَون بساط الملوك، ومنهم التابعي الحسن البصري والفضيل بن عياض العابد والإمام أحمد بن حنبل...، شهدوا بكلمة الحق أمام سلطان جائر وحاشيته من علماء القصور، وفي الأخير يقف الكتاب مع نموذج ثالث للإصلاح وهم أئمة التربية مشايخ الزهد والورع الذين عكفوا على إصلاح النفوس على هامش الحياة العامة لما يئسوا من وجود أنصار الحق القادرين على إنجاح القومة، لكنهم تفاوتوا في مستوى مقاومة سلاطين الجور فتعددت مدارسهم واختلفت أساليبهم، فحافظوا على جذوة الإيمان المقاوِمة للظلم حية في ضمير الأمة، ومنهم حجة الإسلام الإمام الغزالي وسلطان العلماء العز بن عبد السلام، وصولا إلى العلماء المجاهدين والمصلحين أمثال محمد بن عبد الكريم الخطابي وعز الدين القسام وبديع الزمان النورسي، ليختم الكتاب بشهاداتٍ في حقِّ الإمام حسن البنا المجدد المربي...رحم الله جميع رجال القومة والإصلاح، هم القُدوة المحفزة على انبعاث أمة المستقبل، كانوا سلسلة تجديٍد وجهادٍ لم تنقطع في تاريخنا الطويل، هم الامتداد الحي لصاحب الرسالة عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.