هذه المسرحية واحدة من ألاعيب توفيق الحكيم التي يقدمها لنا بعد رحيله وفي الذكرى المئوية لميلاده. توفيق الحكيم صاحب الألاعيب العديدة، من البيريه والعصا، إلى عداء المرأة، وحمار الحكيم، والمسرواية،
وعودة الوعي. اليوم نقدم له مسرحية مجهولة، أو ألعوبة جديدة، قديمه لم يقرأها الناس من قبل إلا في أضيق الحدود، ولم يضعها في قوائم أعماله المنشروة في كل الطبعات الصادرة لمسرحياته وكتبه. هذا النص الطريف اكتشفه الكاتب المسرحي الكبير ألفريد فرج، وقدمه لروايات الهلال كي ينشر بمناسبة الاحتفالية بالعيد المئوي لميلاد الحكيم، ووضع مع النص ذكرياته الجميلة التي جمعت بين الاثنين تحت عنوان "الحكيم قال لي". إنها مسرحية مثيرة للحيرة، فلا يمكن أن يكون مؤلفها قد كتبها ونسيها، لذا فإن نشرها اليوم بهذا الشكل يمكن أن يغير خريطة الكاتب التي رسمها النقاد باعتبار أنهم يتعاملون فقط مع المنشور للحكيم رغم وجود هذا النص في هامش التاريخ. تدور أحداث المسرحية في مفتتح القرن العشرين، في مدينة باريس، ولا شك أنها ستفتح أيضاً المجال للمقارنة بين شكل الحياة في بداية القرن ونهايته باعتبار أن قراء هذه المسرحية الآن هم أبناء القرن الجديد، أو مفتتح القرن الواحد والعشرين.