كتاب رصاصة في القلب بقلم توفيق الحكيم .. نجيب: (ممدداً علي المقعد) آه يانى.. رحت خلاص مأسوفا علي شبابي!..
سامي: اسمع يا نجيب.. إن كان غرضك تتسلبط علشان عايز لك ريال أو نص ريال قل لي بلاش ضياع وقت..
نجيب: مش مسألة فلوس.. بقول لحضرتك أنا ميت.. هو يعنى علشان ما اكون ميت لازم يدفنوني في قرافة المجاورين؟..
سامي: والكلام المفيد دلوقت إيه بقا؟.. نجيب: الكلام المفيد انى أنا دلوقت مضروب بالرصاص..
سامي: (في استغراب) رصاص؟..
نجيب: انضربت بالرصاص قدام "جروبي"..
سامي: يا خبر!.. بتقول إيه؟.. جد يا نجيب؟.. وساكت ليه من الصبح؟.. فين؟.. (ينادى) ياعوضين!.. التمرجى مش هنا.. انت لازم لك إسعاف حالا..
نجيب: أيوه اسعفني..
سامي: (يدنو منه ويخلع ملابسه) اكتشف الجرح بسرعة.. دخلت فين الرصاصة؟..
نجيب: (يشير إلي قلبه) هنا!..
سامي: (في دهشة) مش ممكن!..
نجيب: (يشير إلي قلبه بشدة) بقول لك هنا..
سامي: مش معقول.. انت يظهر ما عندكش فكره عن الطب بالمره..
نجيب: ماليش دعوى بالطب.. أنا بصفتي مضروب رصاصه أقول لك انها واقفه هنا.. وانت حر تصدق والا ما تصدقش..
سامي: دا القلب يا مغفل.. رصاصه في القلب ولسه عايش؟.. انت عايز تطير من عقلي حبة الطب اللي باكل بهم عيش!..
نجيب: ومين قال لك اني لسه عايش؟..
سامي: بتقول إيه؟..
نجيب: بلغ عن وفاتى حالا بصفتك حكيم!..
سامي: لازم الرصاصه دخلت في عقلك!..
نجيب: الرصاصه هنا في القلب..
سامي: (يجس نبض نجيب) مفيش حاجة أبداً عندك.. نقطة دم مفيش.. النبض طبيعي.. القلب سليم..
نجيب: القلب سليم.. سليم يا جاهل.. افحصني كويس.. انت شايفني نجيب بتاع الصبح؟.. أنا شخص آخر يا سامي من مدة 7 دقايق.. أنا في عالم آخر من مدة 7 دقايق..
سامي: (ينظر إلي نجيب لحظة) انت بتحب!..
نجيب: لأول مرة في حياتي..
سامي: كل نوبه تقول دى أول مره في حياتك..
نجيب: أبداً.. المره دى بس.. لأن الرصاصه هنا..