كتاب روائع الأوبرا العالمية بقلم سمير شيخاني ...الأوبرا تمثيلية يرافقها الغناء، والموسيقى السنفونية، والرقص، ومع أن تاريخها المجيد يعود إلى المسرح الغنائي الإغريقي، وتمثيليات الروائيين الإغريق القدامى أمثال أسخيلوس، وسوفوكليس، ويوريبيديس، إلا أن الأوبرا الحقيقية، كما نعرفها اليوم، هي إيطالية المنشأ والصنع، وقد ابتكرتها جماعة عرفت باسم "كاميراتا" تأسست حوالي سنة 1580، في منزل أحد أثرياء فلورنسا الذي كان من هواة المسرح التمثيلي والغنائي. وكانت تضم المؤلفين الموسيقيين متنشنتزو غاليليي، وجوليو
كاتشيني، وإميليو دل كافالييري، الذين فكروا في تقليد الإغريق ومنافستهم. وهكذا كانت قصص الأوبرا الأولى مستقاة من الأساطير، أو القصص الشهيرة التي أسرت مخيلات الآلاف من البشر. ومن أجل الاستمتاع الحقيقي بالأوبرا، وتقديرها التقدير الصحيح، سواء أكان العرض يقدم على المسرح، أم على شاشة السينما أو التليفزيون، أو على موجات الأثير -بواسطة الإذاعة- الراديو- ينبغي للمرء أن يكون مطلعاً على قصة الأوبرا التي تقدم، والمواقف، والأشخاص، والانفعالات والأحاسيس، التي ألهمت الموسيقي ليضع الموسيقى. ولما كانت البرامج المطبوعة (البروغرامات) التي توزع إما مع البطاقات أو لدى مداخل دور الأوبرا موجزة جداً من جهة، وكانت نصوص الأوبرات وكلماتها مطولة جداً من جهة أخرى -الأمر الذي يجعل من الصعب الفهم المباشر للحبكات التي تنطوي عليها الأوبرات بسبب الصعوبة في المتابعة- فإن الضرورة الفنية قضت بإيجاز الأوبرات العالمية وأحبها إلى النفوس، فصلاً فصلاً، بطريقة سهلة، وشاملة، وحيوية ومفهومة. انطلاقاً من هذا، يجد القارئ بين يديه في هذا الكتاب "روائع الأوبرا العالمية" أشهر الأوبرات، التي غالباً ما تعرض على مسارح دور الأوبرا في أنحاء العالم كافة، فضلاً عن عرضها بين الآونة والأخرى على شاشات التليفزيون، وبثها من الإذاعات العالمية، مع إثبات نبذة عن مؤلفي موسيقاها ورصيدهم من الأوبرات.