وجدت في قصص ليلى العثمان ذلك الشيء النادر الذي قليلاً ما أجده في القصة العربية: المفارقة. فهي تستطيع التوهج، وتحقق إلى جانب ذلك تلك الضربة الأخيرة التي تزعزع النفس بناؤها يتنامى عن وعي، وعن إلحاح بضرورة الاعتراف للوصول إلى تلك اللحظة من الصد. التي تقلب
على القارئ الموقف كله، ولحظة الصدق المزعومة هذه، التي تتقدم بالحدث نحوها ببراعة من يرى كل شيء، ولا يخدع بشيء ولا ينثنى عن عزمه على الكشف النهائي الحاسم-مهما كان موجعاً-هي التي تشد قصصها إلى الذهن كتجربة تشع كحد السكين، تجابه المرء بضرورة إعادة النظر في تجربته هو، وتطالبه بالصدق إزاء نفسه، إن قصصها غوص إلى الداخل المظلم لاستخراج لحظة الكشف-لحظة مجابهة الذات. جبرا إبراهيم جبرا