كتاب سر الوجود بقلم ناصر مكارم الشيرازي الصَّلاةُ مِن أهمِّ العباداتِ التي يجبُ على المسلمِ معرفةُ أحكامِها والاعتناءُ بتَعلُّمِها والتَّفقُّهِ فيها؛ وذلك لعِظَمِ قدْرِها، وعلوِّ مكانتِها؛ فالصَّلاةُ أعظمُ أركانِ الإسلامِ بعدَ الشَّهادتينِ، وهي أوَّلُ ما يُحاسَبُ عليه العبدُ يومَ القِيامة، فإنْ صلَحتْ صلَحَ سائرُ عملِه، وإنْ فَسَدتْ فسَدَ سائرُ عَملِه، وقد اتَّفق المسلمونَ على أنَّ ترْكَ الصَّلاة

 المفروضةِ عمدًا من أعظمِ الذُّنوب، وأكبرِ الكبائرِ، وأنَّ إثم تَارِكها عندَ الله أعظمُ مِن إثمِ قتْلِ النَّفْس، ومِن إثمِ الزِّنا والسَّرقة وشُرْب الخمر، وأنَّه مُتعرِّض لعقوبةِ الله وسَخطِه وخِزيه في الدُّنيا والآخِرة، وقد حَفِلتْ نصوصُ القرآنِ والسُّنة بالأمْر بإقامتِها والمحافظةِ عليها وبيانِ فَضلِها، والتَّحذيرِ مِن تَضييعها أو التهاونِ فيها وبيانِ عُقوبةِ ذلك. والصَّلاةُ عبادةٌ يجِب أنْ تُؤدَّى على وجهِها المشروع؛ لقول الرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((صلُّوا كما رَأيتُموني أُصلِّي..))؛ فلا بدَّ للمسلمِ أن يَتعلَّمَ ما يَتعلَّقُ بأحكامِها؛ حتى يُؤدِّيها على وجهِها الصَّحيح؛ ومِن هنا تَبدُو أهميَّةُ كتابِ هذا الأسبوع، وهو مختصرٌ في التعريفِ بأحكامِ الصَّلاةِ؛ تِلك العبادةُ العَظيمة، وكيفيَّةِ أدائِها تامَّةً صحيحةً كما جاءتْ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.وهو مختصرٌ استُلَّ من الموسوعةِ الفقهيَّة الأصْل, التي أعدَّها فريقُ البحث العِلميِّ بمؤسَّسة الدُّرر السَّنية، ونُشِرَ مطبوعًا؛ حتى يعمَّ به النَّفع, ويصل الخير إلى النَّاس, مع الإبقاءِ على الأصلِ في الموقِع الإلكترونيِّ؛ لِيطَّلعَ عليه، ويَنهَلَ منه مَن رامَ الاستزادةَ بالوقوفِ على نُصوصِ العُلماءِ وأَحكامِ المحدِّثينَ على الأحاديثِ، وغيرِ ذلِك؛ فكان هذا الكتابُ هو أحدَ كتُب سِلسلة مُختصَرات الموسوعةِ الفِقهيَّة.ويَتميَّزُ هذا المختصرُ بمميِّزاتٍ عديدة؛ من أهمُّها: اقتصارُه على أهمِّ أحكامِ مسائِل الصَّلاةِ وأبرزِها, وتصويرُها تصويرًا دقيقًا, يَسهُل معه فَهمُها, ثمَّ تَوضيحُ حُكمِها الرَّاجح، ودَعْمه بالأدلَّة مِن الكِتاب والسُّنة، والإجماع، والقِياس، وغير ذلك، مع الاكتِفاءِ بأَقوى الأدلَّة، خاصَّة تِلك الأدلَّة السالِمَة من الاعتراض، وعدَم التعرُّضِ للرُّدود والاعتراضاتِ بالكُليَّة.وممَّا يُميِّزه أيضًا: الاهتمامُ البالغُ بالمسائلِ الإجماعيَّة, والتحقُّق من صِحَّة الإجماع, وذِكْر المذاهبِ الفقهيَّة, وآراءِ المجامِع الفقهيَّة ولِجان الفتوى.- دَعْمُ القَولِ الرَّاجحِ بذِكرِ مَن اختارَه من العُلماءِ المحقِّقين- في الغالِبِ- إذا كانَ القولُ الرَّاجحُ خلافَ ما ذهَب إليه الجمهورُ؛ ومِن هؤلاءِ: ابنُ حَزمٍ، وابنُ عَبدِ البَّرِّ، والنوويُّ، وابنُ تَيميَّة، وابنُ حجرٍ، والشَّوكانيُّ، وابنُ باز، وابنُ عُثيمين، وغيرُهم.- ومن ذلك: الاهتمامُ بذِكرِ المسائلِ المعاصِرة، والمستجدَّاتِ، والنَّوازلِ، وأقوالِ أهلِ العِلمِ فيها... إلى غيرِ ذلك مِن الخصائصِ التي تَميَّزَ بها.وقدِ اشتملَ هذا المختصرُ على تمهيدٍ، وخمسةَ عَشرَ بابًا، وتحتَ كلِّ بابٍ فُصولُه ومباحثُه ومطالبُه وفُروعُه:التمهيد: تعريف الصَّلاة، وأهميَّتها وفَضلها، وحُكمها، وحُكم تارِكِها.الباب الأوَّل: الأَذان والإقامة. الباب الثَّاني: شُروطُ الصَّلاة.الباب الثَّالث: صِفةُ الصَّلاةِ.الباب الرَّابع: مُباحاتُ الصَّلاةِ، ومكروهاتُها، ومُبطلاتُها.الباب الخامس: سُجود السَّهوِ.الباب السَّادس: سُجودُ التِّلاوةِ، وسجودُ الشُّكر.البابُ السَّابع: صَلاة التَّطوُّعِ.الباب الثَّامن: أوقاتُ النَّهي.البابُ التَّاسع: صَلاةُ الجَماعَةِ، والإمامَة.الباب العاشر: صلاةُ أهل الأعذار.البابُ الحادي عشرَ: صَلاةُ الجُمُعة.البابُ الثَّاني عشرَ: صَلاةُ العِيدَينِ.البابُ الثَّالث عشرَ: صَلاةُ الكُسوفِ والخُسوفِ.الباب الرَّابع عشرَ: صَلاةُ الاستِسْقاءِ.الباب الخامس عشرَ: الصَّلاةُ على الميِّتِ.

شارك الكتاب مع اصدقائك