كتاب سعادة البشرية بقلم عبد الله عزام فهذه القضية ليست رأيا خاصا لي، فالأمر أكبر من أن يفتي فيه البشر، إنها سنن الله في الحياة، شهدت بها الآيات البينات، وأيدتها الأحاديث الشريفة، وعاشتها النفوس الصادقة واقعا حيا نظيفا ، وذاقته البشرية الشاردة عن منهج الله مرارة وألما وشقاء . لقد قرر رب العزة هذه الحقيقة في كتابه العزيز فقال: (فمن اتبع هداي
فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيمة أعمى)(طه: 123 - 124)فهي معادلة ربانية لا تتخلف خلاصتها: طاعة الله -عزوجل- تساوي السعادة في الدارين. عصيان الله -عزوجل- يساوي الشقاء في الدارين. هذه المعادلة الربانية، والقاعدة الإلهية للحياة البشرية تعيش في ظلها البشرية في الأولى، ولا يتوقف عمل القاعدة عند هذه الحياة بل تواصل إنطباقها فيما وراء هذه الدنيا، ولئن اعتاد البشر أن يروا السنن الالهية الكونية التي تخص المخلوقات لا تنطبق في عالم البرزخ، فإن السنة الربانية للحياة البشرية متصلة أولاها بأخراها.