كتاب سواقي الوجع بقلم سعيد أبو نعسة .. سواقي الوجع ليس جلدا للذات بقدر ما هو مهماز لمن أراد أن يستفيق، قبل أن نخرج من الجغرافيا، كما خرجنا من التاريخ. كي نصحو من غفلتنا قبل أن يفرغ الوطن الكبير من شبابه. وقبل أن تحرق المذهبية الضيقة والأنا العليا الأخضر واليابس، إن بقي أخضر لدينا. مهماز ناعم يدعو إلى جلسة حوار مع الذات العربية كي تستدرك شمسها قبل الأفول، وقبل زحف المغول، لا من الشرق فقط، بل من كل الجهات. مقالات قصيرة لا تشخص الداء وتمضي نحو الاسترخاء والخدر اللذيذ، بل تصف الدواء النافع، المخزون على الرفوف، نراه ونعرفه ولكننا نتقاعس عن تناوله، محتجين بطغيان الأنظمة القهرية الحاكمة، المُنصَّبة من قوى الاستكبار والاستعمار والصهيونية، ونرفض أن نعترف بالسبب الجوهري الكامن في ذواتنا، نُقر به ولا نعمل على تلافيه. سواقي الوجع تنبع من المَصدرَين معا، وتصبّ في النهر الكبير الذي يتمدد ويتسع كي يصل الماء بالماء من المحيط إلى الخليج. سواقي الوجع تنبع من زمن مقداره كمشة ألوف من السنين، وقد يرفدها الزمن الآتي إذا استمر الشخير. هي دعوة كي نفيق ونعترف، ثم نشمّر عن ساعد العلم والعمل، التربية والبناء، التخطيط والتنفيذ ؟ هنا يبدأ الأمل، ويشع الفجر الأنور، وتبتسم الأجيال وتفخر: صرنا خير أمة أخرجت للناس.