كتاب شرفة دبي بقلم عبدالله صايل للشرفة سحر لا أملك مقاومته! لذا توجهت إلى شرفة الشقة.. وتركت لصاحبي مهمة التفاهم مع وليمة العشاء التي بدأ فعليا في إعدادها. كما تركت له مهمة شكري أو توبيخي على قطعة البارميزان التي انتقيتها. من داخل الشرفة، التفتُ إلى صاحبي المنهك في إعداد الباستا، وقلت: "ربما لم تتعرض السعودية لانكفاءة
معمارية كتلك التي تعرضت لها بعد إلغاء الشرفات من بيوتنا!؟ وكانت الشرفات قد شاعت في المنازل السعودية زمن الطفرة الاقتصادية الأولى. ولسبب مجهول قانونيا ومعلوم في الجانب الأيديلوجي لدى جيل الطفرة الأولى، تم منع بناء البلكون في المنازل وفي العمائر السكنية التي تلت ذلك. كان القرار صارما في نجد وما حولها. ومع مرور الوقت.. لم يبق من مدن تحافظ على الشرفة في المملكة سوى بعض من مدن الحجاز! تناهى إلى سمعي نداء من عبدالرحمن أن يحضر لي كوبا من الشاي، ولم يمر وقت طويل حتى عاد إلى بما طلبت.. واستعرت كرسيا من مقاعد طاولة الطعام.. وبقيت في الشرفة أراقب المرسى واليخوت الطافية فيه.. وتلك التي تعبر في القناة البحرية وانعكاس ألوانها على وجه الماء. قد تستل عيني من آن لآخر مشاهد للخواجات في الشرفات الأدنى! صورتهم تحضر قسرا دون تعمد مني.. فالهندسة المعمارية لمارينا تشغل العين أفقيا رغم وجود أبراج تتعالى بسبعين طابق! حمام الشمس الربيعي الذي يستنزف وقتا ثمينا من ساعات يومهم.. يدفعني نهارا إلى الابتسام.