كنت قد ألمعت في مقدمة "أنا" إلي أن حياة العقاد لها جانبان تاريخيان: جانب شخصي إنساني، وجانب اجتماعى عام، يتصل بمن عاصرهم وعاشرهم من الناس في حياته الصحافية والأأدبية والسياسية.

ويتناول الأحداث التي اشترك فيها، وخاض من أجلها عدة معارك قلمية، وكانت صناعة القلم أبرز ما فيها منذ بدأ اشتغاله بهذه الصناعة، وهو في السادسة عشرة من عمره. وفي منتصف أغسطس سنة 1957م أخذ يكتب عن الجانب الإجتماعي والسياسي من حياته بعنوان "حياة قلم". فكتب عذة فصول بدأها بولادة هذا القلم في أسوان، وتحدث عن ظروف الولادة، وعن الجيل الذى ولد فيه، وقارن بين قلمه وقلم "عبد الله النديم" في ذلك الحين، ثم تحدث عن الصحافة قبل خمسين سنة، وعن موزعى الجرائد، وفي مقدمتهم المعلم "عكريشة"، وعن احاديثه مع الساسة من الوزراء وغير الوزراء، وكيف شق هذا القلم طريقه، وما وقع لهذا القلم وصاحبه من أزمات، وكيف اشتغل بالصحافة في الحرب العالمية الأولي، وكيف انقطع عنها، ثم عاد إليها إلي آخر ما تناوله في الفصل الثامن في هذا الكتاب "حياة قلم" حتى انهت هذه الحرب، وقامت ثورة سنة 1919م. وهنا وقف عن كتابة هذه الفصول أو المذكرات التاريخية التي تعد بلا شك جزءاً من تاريخ مصر، ومرجعاً للمؤرخ فيما عالجه من موضوعات عن هذه الحقبة التي تناولت نحو عشرين عاماً من الحياة العامة عاشها وساهم فيها بقلمه..! ثم يبقى ما تلا هذه الحقبة من جهاد وجهود، واحداث واطوار، لهذا القلم في الميدان العام.. فهل عوضتنا كتاباته الأخرى ومؤلفاته عما نقص من سلسلة هذه المقالات؟

كنت قد ألمعت في مقدمة "أنا" إلي أن حياة العقاد لها جانبان تاريخيان: جانب شخصي إنساني، وجانب اجتماعى عام، يتصل بمن عاصرهم وعاشرهم من الناس في حياته الصحافية والأأدبية والسياسية.

ويتناول الأحداث التي اشترك فيها، وخاض من أجلها عدة معارك قلمية، وكانت صناعة القلم أبرز ما فيها منذ بدأ اشتغاله بهذه الصناعة، وهو في السادسة عشرة من عمره. وفي منتصف أغسطس سنة 1957م أخذ يكتب عن الجانب الإجتماعي والسياسي من حياته بعنوان "حياة قلم". فكتب عذة فصول بدأها بولادة هذا القلم في أسوان، وتحدث عن ظروف الولادة، وعن الجيل الذى ولد فيه، وقارن بين قلمه وقلم "عبد الله النديم" في ذلك الحين، ثم تحدث عن الصحافة قبل خمسين سنة، وعن موزعى الجرائد، وفي مقدمتهم المعلم "عكريشة"، وعن احاديثه مع الساسة من الوزراء وغير الوزراء، وكيف شق هذا القلم طريقه، وما وقع لهذا القلم وصاحبه من أزمات، وكيف اشتغل بالصحافة في الحرب العالمية الأولي، وكيف انقطع عنها، ثم عاد إليها إلي آخر ما تناوله في الفصل الثامن في هذا الكتاب "حياة قلم" حتى انهت هذه الحرب، وقامت ثورة سنة 1919م. وهنا وقف عن كتابة هذه الفصول أو المذكرات التاريخية التي تعد بلا شك جزءاً من تاريخ مصر، ومرجعاً للمؤرخ فيما عالجه من موضوعات عن هذه الحقبة التي تناولت نحو عشرين عاماً من الحياة العامة عاشها وساهم فيها بقلمه..! ثم يبقى ما تلا هذه الحقبة من جهاد وجهود، واحداث واطوار، لهذا القلم في الميدان العام.. فهل عوضتنا كتاباته الأخرى ومؤلفاته عما نقص من سلسلة هذه المقالات؟

ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدي...
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب. التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه. لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ