كتاب صاحبة الرسالة

تأليف : أحمد عبد العزيز

النوعية : مجموعة قصص

كتاب صاحبة الرسالة بقلم أحمد عبد العزيز.."الصمت جبري.. لقد طار النوم من النافذة ودخل صوت المؤذن ينادي: الصلاة خير من النوم.. حقًّا خير.. ولكن من الخير أن يصفح عني ويتذكرني وهو ساجد أو يؤدي السجود.. ألست في عمر ولده الصغير أو حفيده الكبير.. غير أنني أراه ولا يراه من هو من نسله؟ فكيف لي أن أطمع في أن يتعامل معي بغير مبادئه التي أخبرني بها من هم قبلي؟ إنني لا أعد في نظره سوى الرقم خمسة من رواد الشقة.. حقًّا إنني تعجبت في أيامي الأوائل وهو يخرج من بين ثنايا ثوبه تفاحة ويأكلها وأنا أنظر إليه في تعجب ودهشة.. ولم يدعوني بأي من حواسه للمشاركة أو مجرد العرض بالإيحاء.. لم يحدث.. حريص هو كما علمت.. على نفسه وعلى الجميع وأهله ينتظرونه فقط بلا طمع في ثروته..

 إنهم فقط يريدونه ليس حاملاً لشيء ولكن ليس محمولاً أيضًا.. لماذا لا أصلي الصبح مثله؟ ذنبي أنني ربما لا أصلي الصبح إلا بعد شروق الشمس.. وأحزن كثيرًا لذلك.. لكني كثير الحزن على الرغم من ابتسامي الدائم.. لا آكل منفردًا أبدًا إلا بالكاد - وهو يفعل - جميعهم يظهرون لي الود.. فأنا أحترمهم وأوقرهم.. يالنفسي وإعجابها بذاتها.. بماذا أفكر؟! سأتوجه بجانبي الأيمن إلى الفراش.. كم أعاني أنني ما زلت غير معتاد على النوم على الجانب الأيمن.. دومًا أحب أن أنظر إلى الحائط الذي خلفي وأنا نائم.. وأستقبله حتى أكتب عليه أحلامي.. أولى حبات النور تهبط على فراشي.. الآن عليَّ النهوض.. وعليه العودة.. لكني لا بد أن أتلقى الأمل المعتاد في نظرتي للشرفة صديقة الشمس.. هذه المرة عاودت النظر إلى حائطي الخلفي وأنا على جانبي الأيسر.. لو أنني لم أنهض إلى الأبد.. ولم يعُد هو.. والتقينا هناك.. كيف يكون المصير؟
ياله من سؤال كل يوم يتكرر كأيامي..
 

شارك الكتاب مع اصدقائك