كتاب عاشق عزيز النفس(معارضة لنزار قباني)  بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم.....عاشق عزيز النفس! (وهذه مُساجلة شِعرية لقصيدة الشاعر نزار قباني: (يا من هواه!) وأسجّلها لأول مرةٍ مُغيراً فيها قافية نزار النونية إلى لاميةٍ مشفوعةٍ بالهاء! وأقلبُ دَفة القصيدة رَأساً على عَقب , حيث تناول نزار تصوير العاشق ذليل النفس منكسر الفؤاد  خائر القوى أمام الحب ومُلهمته! وذلك عندما انبطحَ أمامها مُقراً بهزيمته وذله بين يديها! ومُعترفاً بجَبروتها وقوَّتها وقدرتها الخارقة على إذلاله ، لدرجة أنه سيقعدُ على الطريق شاكياً العشيقة لسلطان الهوى مرة ، ولرب العالمين تبارك وتعالى مرة أخرى! ويُصورُ لنا كيف جلب ذلك العاشقُ الولهانُ الذلة لنفسه والعزة لعشيقته! حيث كان عِشقها له وتولهه بها سبيلاً إلى إذلاله وعِزتها من أول لحظةٍ في حبها ، ومن أول بيتٍ في قصيدته! وعُموماً المساجلة الشعرية فنٌ من فنون الشعر العربي ، وهو معروفٌ من عهد امرئ القيس إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة! فلستُ أول من يُساجل شاعراً آخر ، ولن أكون الأخير! والشعر رحمٌ بين الشعراء! ونزار قباني وإن اختلفنا في المادة الشعرية وموضوعها وفحواها وجوهرها ، سيبقى للرجل كونه شاعراً عملاقاً تمكن من الشعر وتمكن الشعرُ منه! وديوانه بين أيدينا يشهدُ بذلك! وقصيدته: (يا من هواه) عشرة أبياتٍ لا تزيد ، طارت في الآفاق وغناها من غناها في القديم والحديث! وبها خطآن لغويان – وأنا متأكد أن نزاراً لم يقصدْهما ، ولكنْ وقع ذلك منه سَهواً لا عَمداً ، والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأبر وأكرم! والخطآن هما قوله: (ولأشكينك) وقوله: (ولأدعين) والتصويب: (ولأشكونك – ولأدعون). ومُساجلتي الي قوامُها ثلاثون بيتاً على ذات البحر مع تغيير القافية! والحكمُ على النصين متروكٌ للنقاد وللجمهور وللتاريخ! وكنتُ قد صورتُ كيف أصابَ العشيقة التواله - وهو الحب والتعلق بالمحبوب لدرجة الجُنون – أصابَها بالعتَهِ وألحق بها الذل والهوان! ولقد كان الداعي إلى هذا السجال الشعري أن سبقني إليه الشاعر السعودي الكبير الأستاذ محمد الغبَر عندما ساجل نزاراً هو الآخر بعشرة أبيات! فأدليتُ بدَلوي على تخوفٍ من الفشل! ووالله تعالى لقد تأثرتُ جداً بأبيات الشاعر السعودي محمد الغبر أكثر من نزار لأنه يميل إلى عزة العشق لا ذله! ويبقى لنزار قباني أن له السبق ولا شك! وكما قلتُ وأسلفت وأكرر أن نزار القباني يبقى شاعراً كبيراً من حيث كونه شاعراً! وإن اختلفنا معه كما يختلف معه كثيرون في المحتوى والمادة والموضوع! فالشاعر الهندي الكبير (طاغور) الحائز على جائزة نوبل ، يبقى شاعراً كبيراً فذاً وإن اختلفنا في المحتوى والموضوع! ولا ينبغي أن نظلم الناس فنجعل اختلافنا معهم سبيلاً إلى انتقاصهم! بل نتمثل قول الله تعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا) وقول نبيه – صلى الله عليه وسلم -: (أنزلوا الناس منازلهم)! ويبقى لي شرفُ المحاولة!)