يعد " عبد الرحمن الكواكبى " نموذجاً عزيز المثال لأولئك النوابغ أصحاب الرسالات الذين اتفقت لهم أسباب زمانهم ومكانهم وأسباب نشأتهم ودعوتهم ، تكاد سيرته أن تغرى بالكتابة فيها لأنها " تطبيق " محكم لتراجم هذه الفئة من نوابغ الدعاة ، تهيأت له البيئة وتهيأ له الزمن ، وتهيأت له الرسالة فلا حاجة بكاتب السيرة إلى غير الإشارة القريبة والدلالة العابرة ، وهناك فانظر ها هو ذا صاحب الدعوة قائماً حيث ترى من حيث نظرت إليه .