كتاب عجائب سورة الكوثر بقلم محمد عبد السلام .. لما كان أقل المعجز سورة، وكانت سورة الكوثر أقصر سورة، فهي بهذه الخصيصة أقل شيء تحدى هللا به المعاندين للدعوة والجاحدين لها، وهذه السورة تساوي سطرا واحدا في القرآن الكريم، وهذا مما يغري الجاحدين والمعاندين على أن يأتوا بمثلها لو استطاعوا، ولكن دون ذلك خرط القتاد!، فالإعجاز قليله وكثيره سواء، ألنه معدنه ليس مما يستطيعه البشر، فهو تماما كالخلق، فالذي يخلق ذبابة يخلق فيال ويخلق إنسانا، والذي لا يستطيع خلق ذبابة هو لا يستطيع خلق فيل أو إنسان، والذي يأتي بمثل الكوثر يستطيع أن يأتي بمثل سورة البقرة، والذي لا يستطيع أن يأتي بمثلها هو من باب أولى ال يستطيع أن يأتي بمثل سورة البقرة أو غيرها من الطوال؛ وعليه: فإن سورة الكوثر فيها من الإعجاز ما لا يستطيعه الثقلان، إذ ليس بوسع البشر أن يأتوا بمثلها، لأنها ليست مما يقع تحت طاقة البشر، فكيف يأتون بما هو أطول منها!؟. حارت عقول الباحثين بسورة من كوثر القرآن مثل الجوهر إن كان حسن صغيرها يسبي النهى أتراك تصبر للطوال الأكبر وتحدي القرآن الكريم من لا يؤمنون بأنه من عند الله بأن يأتوا ولو شورة واحدة من ممثلي ، قال تعالى : " وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" ولم يفرق هذا التحدي القرآني بين أن تكون السوره المتحدى بها طويلة أو قصيرة ، بل أطلق الكلام إطلاقا ، ولم يعين ، ولم يحدد. والمعروف أن أقصر سوري في كتاب الله تعالى في سورة الكوثر المباركة فتكون مشمولة أكيدة بالتحدي ، الذي امتد عمره لقرون متطاولة فكانت الغلبه له والخسران المبين لأعدائه . هذه السورة المباركة على شدة قصرها ، وقلة كلماتها وحروفها سورة معجزه _ فوق _ ما للكلمة من معنى ، فهي لا تتعدى السطر عند الكتابة ، ولكن ترى بأن البشر جميعا أعجز من أن يأتوا بسطر مثله لا تتجاوز كلماته الإحدى عشرة كلمة ، وأن السورة قد نظمها مبدعها بشكل لا يمكن أن يكون بمقدور العقل البشري أن يتصوره تصورا فضلا عن أن يأتي بمثله . محمد عبد السلام
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.