عن الكتاب: هذا الكتاب ينتمي إلى القليلين... الذين لعلّ أحداً منهم لم يولد إلى الحياة حتى الآن. ولعلّهم أن يكونوا أولئك الذين سيفهمون زرادشتي. كيف أملك أن أخلط ذاتي مع أولئك الذين يُستمع إليهم اليوم؟!

  الغدُ وحده هو الذي يخصّني، وبعض المولودين فيما بعد.تلك الظروف المقتضاة للفهم، والتي بموجبها يُمكن أن أُفهم بالضرورة، أنا أعرفها حقّ المعرفة: يجب أن يكون المرء نزيهاً حتّى الصرامة في الأمور الفكرية كي يتمكّن من احتمال جدّيتي واندفاعي.. عليه أن يكون متمرساً على الحياة فوق الجبال ليَرى في الأسفل النمائم البائسة حول السياسة وأنانيّة الششعب.. يجب أن يغدو غير مبالٍ، وألاّ يكون ثمّة سؤال أبداً إن كانت الحقيقة ذات نفع، أو أنّها تنقلب شؤماً على أحد. يجب أن تُحاز قوة الميل إلى الأسئلة التي لا يملك أحد الشجاعة اليوم كيما يعرضها؛ الشجاعة تجاه الأشياء الممنوعة، وضرورة التهيّؤ للمصاعب.. من العزلة يجب أن تكوّن خبرة. مستمعون جدد يجب أن يوجَدوا لأجل موسيقا جديدة... عيون جديدة ترى ما هو أبعد.. ضمير جديد لأجل حقائق حتّى الآن هي بكماء، وإرادة اقتصاد من نمط كبير: المحافظة على القوى الذاتيّة والحماسة الخاصّة... يجب أن يكون ثمّة احترام للذّات، ومحبّة للذّات، وحريّة غير مقيّدة تجاه الذات. حسنٌ إذاً!هؤلاء المطرَّقون هكذا هم فقط قُرّائي، قرائي الأخصّاء، قرّائي المختارون: أية أهمية للآخرين، الآخرين الذين لعلّهم كلّ البشرية؟ يجب التفوّق على البشرية بالعزم، وبتشدّد النفس.. وبالاحتقار.