كتاب على حين وطن - قصص قصيرة جدا بقلم محمد ابراهيم نوايا ....أعياهُ المَرض والفَقر, اتّفقنا أَنْ نَدفنهُ وَنبحث عَنْ آخرَ قَويّ, ما إِن طَمرناهُ بِالتّراب؛ رِمال مُتحركة .. إبتَلعتنا جَميعاً.تقرعُ هذه المجموعة جدران القصّة القصيرة (جدًّا) بأجود ما يكون القرع، فنسمع ضجيج الاشتغال الفنيّ، ونعاين التماع المفارقات المدروسة؛ نرفعُ أعيننا عن الصّفحة متأمّلين
حينًا، ونفجع إذ ينكأ الكاتب جراحنا أحيانًا، ينكّل بنا إذ يحرّك قلمه ذات اليمين وذات اليسار فيها. ولا غرابة: إن لم تؤشّر الكتابة الفنيّة إلى عمق المأساة (التي هي ذاتها الملهاة)، فمن سيفعل؟ أنصتوا جيّدًا لهذا الصوت، فلربّما تتجرّؤون على إطلاق أسئلتكم الحبيسة.هشام البستانيمحمد ابراهيم نوايا قاص سوري؛ يعد من القلائل الذين كتبوا القصة العربية القصيرة جداً، واستطاعوا الجمع بين المعنى والمضمون، الشكل وجوهر الفكرة. إن نصوصه القصيرة تحمل دلالات عميقة وتجربة ثرة، والجملة تتفجر بدوي كصرخة في وادي تدهشك بالحدث والخاتمة. إن هذه النصوص المتعمقة في قراءة المشهد العربي يقدمها الكاتب للقارئ ولا يتركه إلا وهو يتمعن فيها؛ يفكر في الحدث، والقضية والمضمون بجانب اللغة المكثفة، وهو يشق طريقه في الحكي بأسلوبه الخاص. إن مشاركة القارئ في التفكر، والتدبر والتأمل لا يصل إليه أي كاتب؛ إلا إذا كان في نصه نبض، وهذا ما نجح فيه القاص نوايا. الأديب آدم يوسفباحث وناقد وروائي أستاذ في جامعة إفريقيا العالمية