يقول ألفريد فرج عن تلك المسرحية الرائعة : " قصدت أن أصوغ الحكايات من نغمات شعبية صافية وساذجة ، بالدق على أوتار عربية خالصة ، غير أني لابد هنا أن ألفت النظر إلي أن الإنسان منذ ألف عام حين صاغ حواديت ألف ليلة وليلة وقبلها ، وقبل أن يتمخض ذهنه عن الأفكار الاشتراكية والعدل الاجتماعي ، كان يحلم دائما في جده وهزله بالعدل المادي . إن ثنائي التبريزي وقفة حلم جميل أبهجني ، وأردت أن أبهج به غيري " .
وفي تلك المسرحية المدهشة والجميلة تتقدم وتصفو كل أحلام ذلك الكاتب العظيم ، وتتقدم معها تصوراته الفنية والأدبية . إن التبريزي المفلس الذي فقد ثروته يعي أن لدي الإنسان سلاحا آخر ، هو الخيال ، وبه يمكن للإنسان أن يغير الواقع أو على الأقل أن يراه كما يشتهي ، فيترك لخياله العنان ليتصور مائدة عامرة بكل صنوف الطعام ، وحين يشد رحاله إلي بلاد بعيدة ، فإنه يتخيل أنه أمير تتبعه قافلة محملة بكل شئ ، فتنفتح أمامه أبواب المدينة ، وتجري أموالها بين يديه ، فيوزعها على الفقراء . وهكذا يتمكن التبريزي – بالخيال – من تغيير الواقع وإقرار العدل . ألم يقل عالم الذرة أينشتين ذات مرة إن " الخيال أهم من المعرفة أحيانا " ؟