كتاب فتنة الحشاشين الجدد بقلم فريد صلاح الهاشمي.....تشهد الساحة التركية صراعًا سياسيّا عنيفًا في الوقت الراهن، مرده الإختلاف في المعتقدات الدينية، يشير هذا الصراع إلى حقيقةٍ من أهم الوقائع الاجتماعية المنحدِرَةِ من العهد العثماني. من الغرابة بمكان؛ أنَّ الأغلبية من أفراد المجتمع التركي تجهل الخلفية التاريخية لهذا الصراعِ بسبب الجهل المتفشي في هذا البلد. قد انقسم المجتمعُ التركيُّ في هذه المعركة إلى معسكرين: الأول هو القطاع "السُّنِّيُّ!" والآخر مختلط؛ يتكون من مجموعات معارضة لمفهوم الدِّينِ، والإسلام على وجه الخصوص، وهم: العلويون، والكماليون (الأتاتُركيّون)، والملحدون، والأفراد والجماعات المرتبكة والمذبذبة في معتقداتها. والعراك متواصل بين المعسكرين النازعين إلى استعمال العنف والتسلُّط. في الآونة الأخيرة، قام المعسكر الأول (السنة؟!) بتهميش المعسكر الثاني إلى حد كبير. لكن هذه المرة انقسم المعسكر الأول إلى جبهتين منفصلتين، وهما الفتُّوشيون والنقشبنديون. بدأ التنافس في الصراع على السلطة بين هاتين المجموعتين الشقيقتين، حتى اندلعت الحرب بينهما. عندما استولى النقشبنديون على السلطة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حاول الفتوشيون القيام بانقلاب عسكري ضد النقشبنديّين في 15 يوليو / تموز 2016. لكنهم فشلوا، وانتصر النقشبنديون على الفتوشيين (أصحاب فتح الله كُولَنْ) واعتقلو جمهورًا منهم، وظلوا يطاردون الهاربين منهم إلى الخارح، ثم اشتدَّوا عليهم بالشماتة والإهانة، واتهموهم بالخيانة العظمى، وشبهوهم بالقتلة الحشاشين من باب الازدراء والسب. هذه المعركة، صراع ديني متمثل في محاولة كل من المعسكرين يريد أن يُشَوِّهَ الإسلامَ بطريقتهِ الخاصةِ ليجعل من الديانة الْمُسْلُمَانِيَّةِ (Müslümanlik) درعًا يمنع الأتراك المُسلُمانيّين من التعرف على الإسلام الصحيح لأنهم على أشد حذر من أن يعتنقوا الإسلامَ فينصهروا في بوتقة العرب. لكني اهتممتُ في هذا المقال بالمعسكر الفتوشيِّ فحسب. لجهل الناسِ بحقيقة هذه العصابة الخطيرة. فريد صلاح الهاشمي