أسس تربية تتمشى والقرن العشرين وتقود إلى الحرية والسعادة.ومني أخذ على الدين مآخذ شتى يحظى بدراسة عميقة لمعنى الدين وعلاقته بالأساطير والخرافات وبالأعياد العميقة للنفس الإنسانية المتعطشة للحب والمعرفة والتعاطف. ومن تثير الحرب مشاعر وشكوكاً في هذه المواضيع يبحث راسل (1872-1970) عن العامل المشترك الذي يربط هذه المسائل الاجتماعية بعضها ببعض ويجعلها مطالب ضرورية لنمو كل إنسان والرباط هو الدولة أو علم السياسة. يدرس "برتراند راسل" في هذا الكتاب السياسة الدولية كما شهدها إبان الحرب العالمية الأولى ويخلص إلى استنتاجات هامة يفترض بكل إنسان معاصر أن يطلع عليها ويناقشها. وهذا ما يجب على القارئ استخلاصه. ولكن، يجب ذكر النتيجة الأكثر أهمية التي توصل إليها راسل وهي أن الإنسان كائن نام، كالنبات، والمؤسسات الاجتماعية، سياسية كانت أم تربوية أم دينية، يفترض بها أن تفسح مجال النمو أمام الإنسان لا أن تعيقه. وأساس هذا النمو هو أساس شخصي فردي. لكل إنسان ميزته الخاصة في النمو ولا ينتظر من المؤسسات السياسية وبشكل خاص من الدولة أن تحدد تلك الميزة الشخصية أو أن تعيقها أو أن تفرض على الأفراد نمطاً موحداً من النمو. وبحث هذا الاستنتاج وتحليله وتبريره هو شريط فكري رائع مبيني على حجج وبراهين عقلية وعلمية تجعل الكتاب رائعة فكرية يطيب للقارئ ذي الميل النقدي الاستمتاع بها ومناقشتها. كما يجب أن لا يغيب عن نظر القارئ منطلق راسل في البحث الذي يشكك في الخلفيات الغيبية والقبوليات الحتمية التاريخية. يبدأ راسل من الإنسان الكائن المنظور الذي ينمو ويتطور ويتغير. ويبحث عن أسباب هذا النمو ومقياسه. فيجدهما الرغبة والميل. ثم يبحث عن ماهية العقل والروح وعلاقتهما بالرغبة والميل. يخلص راسل إلى أن تطورهما يتم من خلال نمو الرغبة والميل. وإذا ما كبتت الرغبات وحصرت الميول أضحى العقل هزيلاً والروح مشوهة. أساس العقل إذن هي حياة الميول والرغبات، والفلسفة السياسية التي تهمل هذا الأساس تكون قد فقدت الجزء الأكثر أهمية في الحياة السياسية. ولماذا هذا الجزء هو الأكثر أهمية؟ وما علاقته بالسياسة المبنية فقط على الاقتصاد؟ هذه الأسئلة يجيب عنها راسل تحت باب الأخلاق وعلاقتها بالسياسة.
كتاب أسس لإعادة البناء الإجتماعى تأليف برتراند رسل
هذا كتاب يبسط صفحاته أمام قراء مختلفي المشارب والاهتمامات. فمن يهتم بتحرير المرأة يجد بحثاً عن أسس مساواة المرأة والرجل، ونتائج تلك المساواة على رقي المجتمع وتحديد العائلة واللذة في العلاقات اللطيفة بين الجنسين. ومن يهتم بالتربية يجد نقداً للتربية المعاصرة، وبحثاً عن