”تقول المزحة الشائعة إن أهم أربعة شعراء في التاريخ الأدبي الحديث للبرتغال هم فرناندو بيسوا، في إشارة إلى بيسوا ذاته بالإضافة إلى أنداده الشعراء الثلاثة الأكثر شهرة بين الأنداد: ألبرتو كاييرو، ريكاردو رييس، وألبارو دي كامبوس”.
لم ينته بيسوا تقريبًا من أي مشروع كتابة بدأه أو خطط له، وأخذت كتاباته الشذرة كوسيطها الدائم، تحت أسماء عدة ولغات متعددة. لم تكن مجرد أسماء مستعارة، ولا شخصيات أدبية ابتكرها كي يُخفي هويته أو كي يعبر عن أفكار أو وجهات نظر لم يرد، لأي سبب من الأسباب، أن ترتبط بشخصه واسمه. بالأحرى، كان هؤلاء كُتابًا مستقلين عنه، يكتب عبرهم أو يكتبون عبره، لكل منهم رؤيته الخاصة للعالم، وأسلوبه الأدبي، وجمالياته، وأحيانًا آراؤه السياسية والاجتماعية. فرناندو أنطونيو نوجييرا بيسوا (1888-1935) شاعر وناثر برتغالي. ولِد في لشبونة وقضى جزءًا من طفولته وصباه في جنوب أفريقيا حيث تلقى تعليمه قبل الجامعي. بالإضافة إلى البرتغالية، كتب بيسوا بالإنجليزية والفرنسية. من أشهر أعماله “كتاب اللاطمأنينة” الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1982 بعد ما يقارب النصف قرن من وفاته.