كتاب في البدء كانت الكلمة بقلم محمد عبد السلام .. الكـلـمـة الــتــي تـنـطـلـق مــــن أفـواهـنــا أحـيـانــاً تـقـتــل ، كــمــا تـقـتــل الـرصــاصــة المـنـطـلـقـة مـــــن فـــوهـــة مـــســـدس هــل نفـكـر قـبــل أن نـتـحـدث مـــع الآخـريــن ؟ هـل ننتقـي كلماتــنـا باهتمـام عندمـا نكـتـب للآخـريـن.. عندمـا نعاتبهـم .. عندمـا نحبهـم .. عندمـا نحتـج عليـهـم ؟ ولأهمية الكلمة فقد ذكرها الله تعالى في قرانه وأكد على أهميتها حيث قال ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبة كشجرةٍ طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون( سورة إبراهيم: 24-25) الكلمة سلاح خطير يجب أن نتعامـل معهـا بكـل عنايـة، وحـذر، حـــتـــى لا نــقــتــل أحـــــــداً مـــــــا ،أو نتسبب لـه بضـرر بالـغ، أو إعـاقـة نفسـيـة مزمـنـة .هل لنـا أن نتحكـم ونراقـب مسدسـات أفواهنـا، و أقلامنـا، حتى لا تـنطلق منها كلمه قاتـله، وإن لم تقتـل فلا بد أنها تجرح بعمق.فكم يقـتـل الصمت فينا من أشياء ، ولكن ما يقـتـله الكـلام أكثـر . لـن نخـسـر شيئـاً حيـن نقـول كلمـه، و نخـسـر كثيـراً حيـن تفلـت منـا كلمـه جارحـه تحطـم قـلـب، وتـؤذي نفـس، وتــتـــرك بـصــمــه مـؤلــمــه بـالــذاكــرة، ومـخــزون قـاســي مـــن الـذكـريـات الحـزيـنـة. هــل نتمـهـل قـبـل الـشــروع بالـقـتـل بكلمـاتـنـا ؟ هــل نتمـهـل قـبـل أن نشـهـر سـيــوف حـروفـنـا ؟ هذا الكتاب هو عصارة حياة عشتها اجمع فيها أجمل الكلمات وأدونها في قلبي ووجداني حالما بيوم تنشر فيه ليتعلم كل من يقرأها سر من أسرار الكلمة . كلمات، كلمات، كلمات و ما أكثرها! منها ما هو سماوي و آخر أرضي، كلمات ساخنة و أخرى باردة! منها ما هو للشفاء و منها ما يفقأ الجراح، بعضها يشجّع و بعضها يحبِط، في مفرداتها ما هو للقتل و في أخريات ما هو للخلق، كم من دماء سالت من حروفها و كم من نِعمِ فاضت منها! كلمات تميت و أخرى تحيي، كلمات تبقى إرثا للأجيال و أخرى يمحوها الزمن برحيل أصحابها. كلمات تجمع و أخرى تفرّق، كلمات تشعل حروبا و أخرى تطفئها، كلمات صدق و كلمات رياء، كلمات تبني أجيالا و أخرى تدمرها، كلمات تربي بشرا و أخرى تخلق وحوشا.