كتاب في صحبة مالك بن نبي للمؤلف عمر كامل مسقاوي مالك بن نبي؛ مفكر صاحب مشروع نهضوي عربي إسلامي مميز. حاول أن يكون مشروعه متجذراً في عمق الثقافة العربية الإسلامية، مطلعاً على الثقافة الغربية والثقافات العالمية الأخرى، مستفيداً من نجاحاتها وإخفاقاتها. لم يلق مشروعه الاهتمام والشهرة التي يستحقها، وسط تصارع
التيارات السياسية والفكرية التي سادت النصف الثاني من القرن العشرين؛ فكان مرفوضاً من كلا التيارين الإسلامي والعلماني، يحسُبه كل منهما على الطرف الآخر.. إلا أنه، منذ عقد تقريباً، في مستهل الألفية الثالثة؛ تصاعد الاهتمام بفكر مالك بن نبي وبمشروعه الثقافي، على نحو ملحوظ.. واليوم مع انطلاقة الربيع العربي، وجد الشباب في فكره وطروحاته ضالتهم التي تضع التغيير ضمن أولوياتها.. للشروع في بناء النهضة،واستئناف الأمة زخمها الحضاري، للحاق بركب الحضارات المتقدمة. الأستاذ عمر مسقاوي مؤلف الكتاب؛ صاحَبَ مالك بن نبي تلميذاً؛ لازمه وتمثل تجربته الفكرية وإنتاجه، طوال مدة دراسته في القاهرة،وما بعدها؛ حتى جعله وصياً عليها. في وصية قانونية مسجلة في المحكمة الشرعية في طرابلس بلبنان. وها هو الأستاذ مسقاوي، بعد أربعين عاماً من رحيل مالك بن نبي،يؤدي الأمانة؛ ملقياً أضواءً ساطعة وشاملة (بانوراما) على فكر مالك؛ تعتصره وتعمقه و تقربه لفهم القارئ، وتعرفه بالبيئة الثقافية التي عاشها مالك، وكل من كانت له صلة به من مفكرين وسياسيين ورجال دين وعلم وثقافة،ومن أحاط به، وكان له أثر في حياته ومسيرته الفكرية، كما تعرفه بالأحداث التي عاصرها وكان لها أثر في حياته.