كتاب قبل خراب البصرة بقلم طالب عبد العزيز..ماءٌ أحمرُ وشمسٌ حمراءُ تتملصُ مائعةً من الغصونِ الخُضر، الأرضُ مرشوشةٌ بماءِ المدِّ، تسمعُ فرحَها بين أقدامك، عطرٌ يأتيك من حيثُ تحتسِب، أريكةٌ من جَريدٍ وقصبٍ فارسيٍّ بانتظارك، أنت القادمُ التعبانُ، وسجّادةٌ من عشبٍ تنفرشُ تحت قدميك، قَمَريّةُ عنبٍ تحجبُ عنكَ صُفرة الغربةِ. فسائلُ لم تثمرْ بعدُ، لكنك تجدُ الرُّطبَ في عذوقِها. مدَّ يدكَ، هي ستثمرُ بعدَ سنةٍ، السنةُ ليست هنا كالسنين. حَمَلان صغيرانِ يقرضان ما ظلَّ من عَتَمَةِ الأفقِ وبقرةٌ تثغو في الزريبة. ربما تأخرَ الموعدُ قليلاً، لِمَ لا؟ يحدث ذلك كثيرا في كتب الحكايات .
يجلسُ الضَّيفُ، غيرَ مستريحِ لجلستهِ، مرتبك، لا تسعهُ أريكتهُ، وباديةٌ عليه إمارةُ الذُّهول، عكّازه ملقىً بين يديه، عيناهُ شاردتان، لا يردّ على تحيةِ مضيّفهِ، لكنهُ قال متأخراً: عذراً يا جماعة، لم أمت بعدْ كي أكون في الجنة !!. فيضحك ويضحكون وتنتهي الحكاية. هل يضيف الراوي شيئا آخر ؟ ربما.. فالكتاب لما ينته بعد، وهذا النهر ينجب الكثير من الحكايات
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.