كتاب قصتي مع الحياة

تأليف : خالد محمد خالد

النوعية : مذكرات وسير ذاتية

بعض السير يجنح مؤلفوها إلى كثير من المبالغة- مدحا أو قدحا- على حساب الصدق التاريخى.. بيد أن العملة الزائفة مكشوفة العورات..!! وهى إن استطاعت طرد العملة الصحيحة من السوق, فلبعض الوقت, وفى بعض الظروف ليس غير..

  ثم لاتلبث أن ينصل بهاؤها.. وتنهار سوقها.. وتولى الأدبار...!! وصدق من بيده الخلق والأمر جل جلاله: (فأما الزبد فيذهب جفاء) (وأما ما ينفع الناس, فيمكث فى الأرض).  ولم تكن كتابة المذكرات, أو الذكريات ضريبة على جميع الذين لهم من حياتهم حصيلة جديرة بأن تروى وتحكى للناس.. بل ولم تكن إحدى سمات الشخصيات التى تألقت فى آفاق العظمة.. ولا تلك التى تفوق فى غواشى الانحطاط..!!  إن المذكرات والذكريات والسير, يمكن أن ننعتها بأنها "ذاكرة التاريخ".. ومن ثم, فكل غش وكذب وزيف يقحم على هذه الذاكرة يصيب الحياة الإنسانية بشر ما يمزقها! إن الجهاز السحرى "الكومبيوتر" لا يمنحنا معلومات صادقة إلا إذا كنا قد صدقناه الحديث وائتمناه على معلومات صحيحة وأمينة.. فإن نحن كذبناه سرح بنا فى متاهات الخطأ والجهالات..!! هذا- أول.. والأمر الثانى أن كاتب مذكراته, شاهد على حياته..فإن صدق كان شاهد عدل.. وإن كذب كان شاهد زور..!!  وكتابة المذكرات ليست بدعا من بدع العصور الحديثة.. بل هى قديمة قدم الإنسان..!! وأضرب لهم مثلا- قدماء المصريين!! فهل كانت كلماتهم المحفورة على الحجارة العتيقة والعريقة إلا ذكرا لتاريخهم, وذكرى لأحفادهم ومذكرات سجلوا فيها ما استطاعوا من وقائع حياتهم ومشاهد أيامهم..؟؟ والشعر العربى فى الجاهلية الأولى, وماقبل الأولى.. هل كان التحليل النهائى له- إلا مذكرات وذكريات ويوميات وحوليات..؟!  وجاء العصر الحديث ليشهد كتابة المذكرات الشخصية المباشرة, يقص فيها صاحبها وكتابها كيف عايش عصره.. وفيم أبلى حياته وكيف عانق قدره وكادت تكون مقصورة على السياسة والأدب..  وبعد.. فهذه "إطلالة" سريعة على مسيرة المذكرات والسير.. أقدمها بين يدى هذه الصفحات التى تنتظم: "قصتى مع الحياة".. وإذا كان هناك ما أرجوه لها وبها- فأن تكون إضافة لكثير سبقها.. وأن تكون تعريفا وتفسيرا لأيام وأحداث عاشها الكاتب بفكره ووعيه ووجدانه وتجربته "فى قلب الحياة".. وليس على "هامش الحياة"

شارك الكتاب مع اصدقائك