كتاب كراسة كانون بقلم محمد خضير يوازي محمد خضيّر في روايته ـ سردياً ـ بين تخطيطات للفنان الإسباني (غويا) وفنانين آخرين أمثال بيكاسو وهنري مور، كخطاب تشكيلي، وبين الخطاب اللفزي. غير أنّ مجموعة تخطيطات (غويا) المعنونة (حلم العقل) تلعب دوراً مهماً فيما يُدعى بالاستعارة الاستبدالية، وتتلخص فكرة هذه التخطيطات في العبارة التي
خُطّت على جانب المنضدة والتي تقول “عندما ينام العقل تستيقظ الوحوش”. ويقول الكاتب: “أجل، غويا هو الذي ودّع عالم “المايات” الجميلات في الساعة نفسها التي قصفت بها الطائرات مدينة بغداد بالقنابل عام 1991، هو الذي سأتكلم بأحلامه، أحلام العقل والجنون”. يعتمد محمد خضير، في بناء هذه الرواية، على ما يُدعى بالاستعارة الاستبدالية حيث تؤدي المحفورات الفنية للفنانين بيكاسو وغويا وهنري مور وجواد سليم وفائق حسن .. إلخ، دور (الطرس)، كما يسميه جيراي جينيث، أي الصورة الخلفية المائية على الرُق ـ إن جاز القول ـ للصورة الواقعية ـ المخيّلة. اي أن هناك بناء مركباً من طبقتين: المعنى ومعنى المعنى/الأصل والمنزاح/حيث دائماً تستبدل الصورة الواقعية بالصورة الفنية (التخطيطية) في ضرب من الهندسة والدمج بين الأشكال في فضاء تخيّلي. وهكذا يمكن القول إنّ رواية (كرّاسة كانون) هي: حكايات ـ أو كما أسماها : تخطيطات لوجوه جسّمها ضوء فانوس قديم. كل شخصية تقص في الزمان والمكان نفسه ما رأت أو سمعت أو فعلت. هذه الروايات، الحكايات، تم جمعها ضمن تراتبية وفي إطار فكرة متنامية. إنّها حكايات: “تتضمن أكثر من حياة وأكثر من لوحة.. إنها كالنهر يجري بلا حدود” تتبادل فيها المواقع ـ مع التخطيطات، شخصيات وكائنات أخرى لتؤدي أدوارها في الواقع أو في المتخيّل.