كتاب كلا ثم كلا : كلا لفقهاء التقليد كلا لأدعياء التنوير . محاكمة الفكر المصري بقلم جمال البنا.. ألف الناس أن من يؤيد اليمين يعارض اليسار, ومن يقول نعم للأول.. يقول للثانى ولكن هذا الكتاب يعارض الفريقين معاً, ويقول كلا ثم كلا.. والكتاب يتخذ من قضية الردة, وما أثارته شهادة الشيخ محمد الغزالى عند نظر قضية مقتل الكاتب فرج فودة نقطة إنطلاق لنقد المنهج التقليدى فى فهم الإسلام ولكى يقول "كلا لفقهاء الإسلام". والكتاب يكشف فى فصل مسهب عن "أزمة أدعياء التنوير" وإنها هى "إشكالية الصراع بين الذات و الموضوع" و الموضوع هو مصر الإيمانية الإسلامية والذات هى شخوص ادعياء التنوير وما خضعوا له من مؤثرات ابعدتهم عن الموضوع مثل الثقافة الزائفة والإنتماء السياسى وسلطان الهوى وحاجز الدين الذى عالج فيه المؤلف قضية الأقلية القبطية فى مصر, كما لم يعالجها كتاب اخر.
ويختم الكتاب بمشروع للأجيال يتكون من مشروع من عشر نقط لكل من فقهاء التقليد وأدعياء التنوير, قال المؤلف عنه أنه زيتونة لن يراها, وأنه إنما يغرسها لجيل- أو أجيال- قادمة.. إن من النادر أن نجد مثيلاً لهذا الكتاب فى عمقه, وموضوعيته, وصراحته, والمعالجة بلا مجاملة! إنه صيحة فى واد. إن ذهبت اليوم مع الريح- كما كان يقول الكواكبى- فقد تذهب غداً بالأوتاد.