كتاب لكم سلفكم ولي سلفي بقلم دتلكم سلفي بقلم خالد منتصر..يقول د.خالد منتصر ممهدا لكتابه: هل يقاس صدق الفكرة بعدد معتنقيها؟ هل تصبح حقيقة وبديهية بكبر سن أو مكانة أو أخلاق قائلها؟ هل لابد أن نقبل الفكرة بلا مناقشة لمجرد أنها قديمة؟ هل الفكرة صادقة لأنها مطمئنة فقط؟ لم أقبل أن أوقع شيكًا على بياض لأي فكرة بدون أن يقبلها عقلي حتى ولو خالفت الأغلبية أو خاصمت الجماهيرية، لم أقبل أن أسلم عقلي تسليم مفتاح وأؤجره مفروشًا لأي شخص مهما كان قدره، رأيت أننا نحكم على الأشياء لا بما نراه في الواقع ولكن بما نتمناه أن يحدث ولو كان ما نتمناه وهمًا وأسطورة،
قررت أن أخرج على النص المعد سلفًا، وأصم أذني عن صوت الملقن، كلفني هذا معارك لا تحصى، تحملت شراستها وفجاجتها بقدر الإمكان، بقوة الاحتمال وهدوء المنطق وضمير المطمئن لنسبية الحقيقة، دخلتها عاري الصدر، بلا دروع إلا درع العقل، وبلا أسلحة إلا سلاح السؤال، خسرت صنم الجماهيرية ونشوة نفاق السائد والمعروف والبديهي، لكني كسبت نفسي وعقلي، خسرت بخروجي على النص الملقن والملحن، ولكني كسبت مسرح الحياة الحقيقي حتى ولو كان الجمهور قليلًا وشباك التذاكر ضنينًا وخشبة العرض واهلة مكسورة، وربحت أغنيتي حتى ولو كان صوتي مشروخًا وحنجرتي مبحوحة ونغمي نشازًا، إلا أنها في النهاية أغنيتي أنا، قد ترضيكم وقد تزعجكم، لكنها في كل الأحوال ستستفز غدة التفكير لديكم