كتاب لو لا الثقوب ما كنت نايا بقلم جواد سيف الدين .. إن عشتَ رفاهية ما سواء كانت نزهةً في الطبيعة أو حفلة موسيقية يسودُها الصخَب أو وجبات من الطعام المفضل لديك دونَ أن تكونَ هذه مكافأة لنفسكَ لإنجاز ما قمتَ به فأنت تتجهُ أن تصبحَ إنساناً بليد دون جدوى .
استوقفتني كلمة لأحد أصدقائي الذي طلبَ مني الخروج معه في حفلةٍ صاخبة ورفضتُ ذلك .يومها قال لي أني إنسانٌ دون حياة وأني ومملٌ إلى أبعدِ الحدود .
أما أنا فكنتُ أنتظرُ إنهاء السطر الأخير والصفحة العشرين لأكافِئَ نفسي بنزهة أحبُها ووجبة طعام كثيرة الدسم أتناولها في الطبيعة .لقد كنت مدركاً أني إن لم أنتهي منها فأنا لا أستحقُ أن أكافئ نفسي برفاهية ما .
بعد أن انتهيت أحسستُ بطعم اللذة في المكافأة التي قدمتها لنفسي فقد عرفت أخيرا أني استحققتها بجدارة .
الفرق بيننا ربما هو إسمٌ سيدوي بعالم الكتابة والروايات واسم سيسطعُ يوماً ما ليصبحَ مثلاً أعلى أو طلباً متزيداً لخدمةٍ في السوق قدمتُها بعشرينِ صفحة استبدلتها مقابل حفلة مع أصدقائي في الماضي .
كيفَ يمكن أن أن أستهلك نقودا من أجل الرفاهية دون أن أكونَ قد استثمرتُ في نفسي في المقابل .سأكون أمام عجزٍ معنوي محتم ولا أقصد ابدا العجز المادي .
كيفَ يمكن للفرد أن يمنحَ نفسهُ مكافأة ترفيهية دونَ القيام بأي أمر ؟