كتاب مدخل في دراسة التراث السياسي الإسلامي ج1 بقلم حامد ربيع ....في المجلد الأول قدّم المحرر الدكتور سيف الدين عبد الفتاح الكتاب بفصل قيّم عن إسهامات حامد ربيع في تحليل التراث السياسي الإسلامي ويصفه بأنه عالم الأمة ويرى أنه لا بدّ أن يتحول حامد ربيع إلى مؤسسة بأعماله وأفكاره وإنتاجه الفكري والبحثي، وما أحوج أمتنا إلى نفس
حامد ربيع في صاغية النصوص وكتابتها وإلى قلمه وأجندته المكتملة والمتنوعة. وكان ربيع يقول: "سوف أظلّ عربيًّا". ويرى الدكتور سيف أنه تعلم من الدكتور ربيع أن يقوم بتجديد المفاهيم ولا يستهين بذلك ولا يهوِّن منه، وكذلك تعلم منه المنهج أيضًا، فقد علّمه كيف يصوغ نصًا حرًّا، ويرى أن النص الحرّ انتماء للأمة وولاء لأصولها.. الأمة مقصد وقبلة.. إنها أمتي التي تتسم بخصائص وتختص بدور ويرى أن النصّ الحرّ دافع ورافع، دافع للفعل ورافع للفاعلية، والفاعلية مقاومة وتحدٍ وكفاح وعزة.. تجديد وإحياء.. يتناول المجلد الأول التعريفات والمصادر والمناهج؛ ففي مقدمة الدكتور ربيع يقارن بين التراث الإسلامي السياسي والتراث الإنساني.. ويبين أن التراث الإنساني قد عرف خمسة نماذج حضارية من حيث دلالتها السياسية وهى: النموذج الأول ينبع من الخبرة اليونانية (المدينة الدولة) والنموذج الروماني (السلطة والسيادة) والمفهوم الفارسي (يقدم إطارًا أكثر اتساعًا للنماذج السياسية يدور حول عدم قدرة الحركة النظامية على اكتشاف متغير العنصر الدين بالمعنى الضيق بوصفة أحد مقومات تنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم). ثم يأتي النموذج الكاثوليكي في قلب العصور الوسطى وبصفة خاصة خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ثم يبرز النموذج الخامس كردّ فعل طبيعي للنموذج الكاثوليكي الدولة القومية... بعد ذلك يبين الدكتور ربيع خصائص العلاقة السياسية في التراث الإسلامي ويوضح أنها علاقة مباشرة بين الحاكم والمحكوم لا تعرف الوسيط، وهى علاقة تابعة تنبع من مفهوم العلاقة الدينية وتتحدد بها: علاقة المسلم بالكتاب وتعاليمه هي التي تحدّد خصائص العلاقة السياسية، كما أنها علاقة كفاحية أي أن مفهوم الدعوة ونشر تعاليم الإسلام الذي ينبع من طبيعة العلاقة الدينية يفرض على المسلم الدفاع المثالية الحركية ويجمع الأدوات والوسائل, أيضًا هي علاقة مطلقة لا تعرف التمييز ولا التنوع الطبقي... ويلخص الدكتور ربيع خصائص العلاقة السياسية في التراث الإسلامي حول مفهوم واحد وهو البساطة. كما خصّص الفصل الأول للتعريفات فعرّف التراث والفكر والفلسفة والنداء الحركي والنظرية السياسية. أما الفصل الثاني فتناول التراث السياسي الإسلامي مصادره ونماذجه الحضارية فتحدث عن مصادر الفكر السياسي الإسلامي والعلاقة بين الظاهرة الدينية والظاهرة السياسية، وكذلك استراتيجية التعامل الدولي في تقاليد الممارسة الإسلامية.. أما الفصل الثالث فخصّصه للتميز بين الوظائف الثلاث للتراث الفكري السياسي الإسلامي وهي التاريخية والتنظيرية والحركية، كما بحث الوظيفة التنظيرية للتراث السياسي الإسلامي وعلاقتها بالنظرية السياسية، وهي نظرية القيم كذلك بيّن الأبعاد المنهجية للتراث السياسي الإسلامي وتحليل الظاهرة السياسية الإسلامية، وأيضًا الصعوبات المنهجية والتحديات الثقافية للباحث في مصادر الفكر السياسي الإسلامي. المجلد الثاني جاء في ثلاثة فصول تحدث في الفصل الأول عن إسهام التراث السياسي الإسلامي في بناء المفاهيم فتحدّث عن مفاهيم التأسيس واتخذ مفهوم السياسة نموذجًا ومفاهيم العلاقات واتّخذ مفهوم الأمة والعلاقة السياسية نموذجًا ومفاهيم القيمة واتخذ مفهوم العدالة نموذجًا. أما الفصل الثاني فقدم نماذج فكرية في التراث السياسي الإسلامي فتحدث عن فقه السياسية في فلسفة ابن خلدون الاجتماعية وكذلك الفكر السياسي عند أبي حنيفة كما قدّم كتاب الحكمة السياسية متمثلاً في كتاب «سلوك المالك في تدبير الممالك» لشهاب الدين ابن أبي الربيع، وتحدث الفصل الثالث عن إحياء التراث السياسي الإسلامي وعملية التجديد. ويعدّ الكتاب مرجعًا هامًا صالحًا للتدريس على طلاب العلوم السياسية في جامعاتنا العربية والإسلامية..