كتاب مدرسة السلطان حسن ، القاهرة المحروسة بقلم طارق والي..تقف مدرسة السلطان حسن شامخة وشاهدة على العمارة المملوكية فى القاهرة المحروسة وفى مصر الاسلامية ، بل وفى العالم الاسلامى .وتأخذ مدرسة السلطان حسن بشموخها لباب كل من يقف عندها سواء من المتخصصين أو المهتمين أو العامة من العرب والمسلمين أو من المستشرقين والأجانب والأعاجم .. ويأتى فى صدر القائمة هرتس باشا المستشرق الذى جاء إلى مصر عام 1880 ميلادية التى عشقها وعشق عمارتها الاسلامية وتغيرت مسارات حياة هذا العاشق المعمارى ،
وأصبح معمارياً بوزارة الاوقاف المصرية عام 1882 ميلادية ، وكان له دوره الرائد فى لجنة حفظ الاثار العربية التى تأسست عام 1881 ميلادية فى عصر الخديو توفيق ، وتحمل هرتس باشا المسئولية كاملة عام 1888 ميلادية ، ولم يصدر عن هرتس باشا فى حياته إلا كتاب واحد "مدرسة السلطان حسن" وذلك عام 1896 ميلادية يسجل من خلاله المسوحات المعمارية والأثرية للمدرسة وملحقاتها ، ويعتقد أن هناك كتاب صدر له لاحقاً عام 1919 ميلادية بعد وفاته عن مجموعة قلاوون .ويأتى كتاب " مدرسة السلطان حسن – القاهرة المحروسة " بقدر ماهو تكريم لصاحب الكتاب الأول في ذكراه المئوية هو قراءة معمارية ذاتية للمؤلف لهذا الصرح المعماري الشامخ ، يكشف بها بواطن تلك العبقرية التصميمية من خلال قراءة جديدة ومختلفة لعمارة المدرسة تتبلور في تلك المنظومات الهندسية والإيقاعات المقننة لعمارة المكان بفراغاته وتتابعاته وكتلته ومعراجها ، وهو القانون أو المنظومة الهندسية كما رآها المؤلف كانت أو كما أرادها المصمم أن تكون .. ويتطلع هذا الكتاب إلى أجيال قادمة تتحمل مسئولية هذا الموروث الضخم تنقل منه وتحافظ عليه ، تتطور من خلاله وتحميه من فعل الزمان والانسان دائماً .. فلقد زرعوا لنحصد ، وعلينا أن نزرع ليحصدوا .. متوالية حضارية وإنسانية يتحمل فيها الفرد والمجتمع والأمة بأسرها مسئوليات التنمية والترقى فى السلم الحضارى والأخذ بأسباب التقدم فى المستقبل من خلال فهم الحاضر والانطلاق من الماضى بكل ما يحمله من موروث حضارى وتاريخ زاخر نستنبط قوانينه وسننه وثوابته ونسقط انتكاساته ومتغيراته .. نأخذ من مدرسة السلطان حسن انساقها المعمارية وطاقاتها الابداعية دون أن نسقط معها فى انحدار التقليد الأعمى فنفقد معاصرتنا وأصالتنا فى آن واحد ، وتتجمد مسيرة التطوير ويتخلف الانسان والمجتمع.