كتاب المحرق ، عمران مدينة خليجية بقلم طارق والي..يأتي الكتاب ضمن مشروع المؤلف لإصدار ملحمة عمرانية قومية لمدننا العربية بأسم " لطائف العمران في دراسة المكان " ؛ وهذا الكتاب الأول من السلسلة هو رحلة فى عمران واحدة من هذه المجتمعات العربية فى الخليج ، يسطر بها ومن خلالها المؤلف تاريخ المجتمع الخليجي .. فهو قراءة تاريخ المجتمع خلال عمرانه ، أو فهم عمران المجتمع خلال تاريخه .. هو عمران مدينة خليجية – المحرق . ويؤكد المؤلف هنا أن المدينة العربية هيكل مقيد بنظم وقوانين ومؤسسات ومنظمات ، أى أنها ليست حدثاً عفوياً ، أو هيكلاً فوضوياً ..
وإختيار مدينة المحرق بجزر البحرين كنموذج خليجى للعمران يرجعه المؤلف إلى أن الطفرة الإقتصادية النفطية والمتغيرات السياسية والإجتماعية المصاحبة لها أتت على غالبية المدن الخليجية ولم يبق منها سوى بعض الأطلال أو الملامح المتناثرة بإستثناء بعض المستقرات ومنها مدينة المحرق .. ولقد تم ترتيب الكتاب فى أربعة أبواب أساسية هى :
أولا – البيئة والمكان .. يتعرض المؤلف هنا بإيجاز إلى التركيب البيئى للمدينة – بالمفهوم الشامل للبيئة من حيث العلاقات المكانية والطاقات الكامنة فى موقعها وموضعها التى تتشكل منها المدينة والمجتمع المستوطن لها ..
ثانيا – الإستيطان .. العملية الإستيطانية وتأسيس المدينة بكياناتها المادية ، لا تنفصل عن الجوانب المجتمعية التى إرتبطت بكيان الفرد والمجتمع وممارسته وأنشطته .. ثالثا – ملامح العمران .. إن ما ندركه من المدينة هو التعبيرات المادية التى يشكلها إستيطان المجتمع على هيئة كيانات مختلفة تعبر عن ملامح هى التى تكسب المدينة ذاتيتها ، ونتعرف على هذه الملامح من خلال تحليل النسيج العمرانى الأساسى .رابعا – لغة العمران .. تتركب كيانات المدينة وتشكيلاتها العمرانية المادية من عناصر معمارية تتكرر وتتواتر إستعمالاتها على كافة المستويات العمرانية ، وهى بهذا تشكل فى مجموعها مفردات لغة عمرانية ، وتتركب تلك المفردات مع بعضها من خلال قانون للعمران له أبعاده المحلية والذاتية.وينتهي المؤلف أن المدينة الخليجية هنا تنتمى إلى نفس المبدأ الحضارى الأساسى للمدينة العربية قديماً وحديثاً ، فهى لم تخرج عن الإطار العمرانى إلا فى حدود ما فرضته ذاتية المكان .. قديماً إنتظمت من خلال إرتباطها بالتركيبات التقليدية القبلية وحديثاً تعانى من ذات المشاكل التى أفقدت المدينة العربية توازنها .. تقليديتها وهويتها ..