ومفادها أن تمادي الفساد وزيادته بصورة غير محتملة، في السنوات السبع الأخيرة من حكم مبارك، جعل ثورة 25 يناير حتمية، وصار النظام السابق أضحوكة أمام التاريخ، في كوميديا سوداء.ويحصر قطامش في الفصل الأول من الكتاب:"مقامات حلمنتيشي بطعم الثورة"، أسباب فساد النظام السابق بطريقة ساخرة، عبر أشعار حلامنتيشية، يجيد نظمها، وهي تأتي في صورة مقامات، ومن بينها مقامة بعنوان "خبر مهم من القرافة دوت كوم". ويعرض المؤلف في الفصل الثاني من كتابه، لمقالات "حلمنتيشي"، توضح كيف تنبأ، من خلالها، هو نفسه (قطامش)، بالثورة المصرية في 25 يناير. ويسوق هنا مقامات عدة كتبها حول تزوير الانتخابات وفساد رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف.والأوبئة المتكررة من إنفلونزا الطيور والخنازير. ويعتمد قطامش في الفصول الأولى للكتاب، على فن المقامات، وهو فن قصصي في الأدب العربي أنشأه بديع الزمان الهمذاني في القرن الرابع الهجري، ويعني الحديث الذي يُلقى على الناس، إما بغرض النصح والإرشاد وإمّا بغرض الثقافة العامة أو التّسوّل.ويتبدى جليا، مدى التزام قطامش في مقاماته، بالإطار الفني الذي يقوم على أكتاف شخصيتين رئيسيتين مختلفتين: شخصية الراوي، شخصية البطل الذي يتابعه عبر صفحات الكتاب حيثما حلّ، وهو في كل هذا يُحْسِن طريقة تقديم البطل، والذي يختاره عادة، شخصية ساخرة فصيحة ذكية بليغة، تنتمي إلى طبقة اجتماعية متدنية. أطلقت عليها أسماء، من عينة:"دبوس بن مقروص"، "موكوس بن ملحوس". وقد تنكر في كل مقامة بصورة مختلفة، فتارة يرتدي قناع المتنبي، وأخرى يتحدث كطفل، ومرة كرب أسرة مسكين، وهكذا وهو في جميع هذه الأحوال يعتمد على الفصاحة والذكاء والحيلة، حتى يوصل الابتسامة إلى وجه القارئ.لم يكن قطامش مهادنًا قبل الثورة، وهو يثبت ذلك بالبرهان القاطع، عبر المقالات التي كتبها في عدد من الصحف القومية، هذا ما يثبته عبر فصله الثالث، الذي يحمل عنوان "من أرشيفي الصحفي قبل الثورة". ويتبدى من الكتاب، ان قطامش لم يكن يتندر بصورة خفية على النظام في صحفه القومية وحسب، بل كان يمتد بسخريته إلى الصحف الحزبية والخاصة أيضًا، حيث مساحة الحرية أكبر.ففي جريدة الوفد، وتحت عنوان "شكشكة" أخذ قطامش يشكك في أصحاب المعالي، ذاكرًا أسماءهم بوضوح، فكتب مخاطبا علاء فهمي وزير النقل في حكومة نظيف، بمقال بعنوان "الفأر المتحرش"، ثم توالت "الشكشكات"، إلى رئيس الوزراء وحكومته الذكية، ومحافظ القاهرة السابق عبد العظيم (وزير سابق) ورئيس مجلس الشعب السابق فتحي سرور، ووزراء سابقين، مثل: حاتم الجبلي، فاروق حسني. وقد نال المؤلف منهم جميعًا بالسخرية، وكذا من قراراتهم، وأفعالهم بصورة مباشرة وواضحة.ويختم قطامش كتابه بفانتازيا ساخرة من خمسة مشاهد، بعنوان "عنترة يأكل الهامبورغر بالكاتشب"، كتبها من وحي العولمة وثورات الشعوب في الشرق والغرب، ويتصور فيها عنترة. وقد جاء إلى عصرنا الحالي وتتحول عبلة إلى سيدة مجتمع تشفط دهونها وتنفخ شفتيها، وتسافر شرقًا وغربًا، وعليه يعيد صياغة أبيات عنترة، من جديد لتناسب المشاهد المبتكرة.وفي عموم مفاصل الكتاب، نجد ان قطامش يستعرض باستفاضة وتوسع، قدراته في كتابة المقامات الحلامنتيشية، وهو نوع من أنواع الشعر يخلط ما بين الفصحى والعامية، ولا يهتم بقواعد اللغة ويميل إلى الفكاهة، ومن خلال ستة فصول يوضح الكاتب الأسباب التي أدت إلى ثورة 25 يناير، وكيف كانت الأوضاع قبل الثورة تنذر بأن شيئًا ما سيحدث، خلال ما أطلق عليه المؤلف "السنوات السبع العجاف". وعلى هذا الاساس، يستعرض المؤلف مقالات ومقامات حلامنتيشية كتبها، قبل وأثناء وبعد، الثورة.
كتاب مذكرات ثائر ساخر - ياسر قطامش
كتاب مذكرات ثائر ساخر بقلم ياسر قطامش يوثق كتاب "مذكرات ثائر ساخر"، لمؤلفه ياسر قطامش، جملة أحداث وقضايا محورية تخص المجتمع المصري، في صيغة أسلوب مشوق. ويوضح ياسر قطامش، أنه، وجميع من هم في مثل عمره، كانوا يشعرون أن عصر الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، سيمتد إلى ما شاء الله؛ لذا كان يسخر من رموز ذلك النظام، عبر مقالاته في الصحف، وذلك تحت شعار:"إذا لم تستطع أن تقهر عدوك فاسخر منه، واجعله أضحوكة أمام الآخرين". لكن المؤلف يشير إلى قضية مهمة،
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.