كتاب مراسلات سلاطين زنجبار للمؤلف سلطان بن محمد القاسمي مراسلات سلاطين زنجبار، قام بجمعه وتحقيقه الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، تلقفته أيادي القراء والباحثين بصورة مدهشة، منذ لحظة تدشينه في يوم افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب بتاريخ السابع من شهر نوفمبر الماضي من هذا العام، عنوان لافت لأنظار الباحثين، لأنه يقدم مراسلات أربعة من سلاطين زنجبار مع الحكومة البريطانية، وأخرى متعلقة بزنجبار، القسم الإفريقي من الامبراطورية العمانية، قبل أن تضيع إلى الأبد في يناير
من عام 1964م إثر الانقلاب المشهور. والسلاطين الأربعة هم: السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وأبناؤه الثلاثة؛ (ماجد وبرغش وخليفة)، مجموع الرسائل الواردة في الكتاب 234 رسالة، تتضمن الصادر والواردة، وتكشف عن تاريخ سياسي واجتماعي وثقافي وإنساني، واللافت في هذا الكتاب انه ليس كتابا نقديا، إذ لم يقدم الدكتور تحليلا لتلك الرسائل، إنما اكتفى بتحقيقها دون أن يتدخل في مضمونها، حيث ترك هذا الأمر للباحثين، يقول في سياق مقدمة الكتاب: كانت هناك كلمات إنجليزية كتبت بحروف عربية، فقمت بتصحيحها، وكلمات سواحيلية قمت بترجمتها، وأسماء لشخصيات أجنبية قمت بتعريفات وأسماء مواقع قمت بتحديد أماكنها، ووضعت قبالة كل مخطوط رسالة صورة مطبوعة لها لتسهيل قراءتها. في كتابه (مرسلات سلاطين زنجبار)، قسم الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كتابه إلى أربعة أقسام، كل قسم يضم رسائل أحد السلاطين الأربعة، ففي المجموعة الأولى نقرأ الرسائل الواردة والصادرة للسلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي حكم في الفترة من سنة 1806م – 1856م، وعددها 99 رسالة وتغطي الرسائل الفترة من 1840 – 1845م، وهي فترة قصيرة جدا قياسا بفترة حكمه التي امتدت خمسون عاما، وفي الثانية رسائل السلطان ماجد بن سعيد الذي حكم خلال الفترة من 1856م – 1870م، وعددها 35 رسالة، وفي المجموعة الثالثة رسائل السلطان خليفة بن سعيد، الذي حكم خلال الفترة من 1888م -1890م، وعددها 68 رسالة، وفي المجموعة الرابعة والأخيرة رسائل السلطان خليفة بن سعيد البوسعيدي الذي حكم خلال الفترة من 1888م – 1890م، وعددها 68 رسالة، وبالتالي تكون الرسائل الصادرة والواردة للسلطان سعيد هي الأكثر. ويؤكد الدكتور سلطان القاسمي، أن هذه الوثائق جمعها من المكتبة البريطانية، وهي في صورة رسائل واردة وصادرة لسلاطين زنجبار، وتكشف عن كثير من المعلومات الخاصة بسياسة بريطانيا في الساحل الشرقي لإفريقيا، والذي كان تابعا لسلطان زنجبار، بإثارة الفتن في الولايات التابعة لسلطان زنجبار، وأبعاد ولاته، وإنزال علمه ورفع العلم البريطاني على تلك الولايات، حتى أصبح السلطان لا يملك إلا جزيرة زنجبار والجزيرة الخضراء