فيبدأ من نفسه بنفيها، مؤكدا بأنها إذا كانت حجة للمؤمن، فإن الكافر قد يرفضها لأن غير النبي قد ولد في نفس يوم مولده. قدم العقاد طوالع ونبوءات تبشر بقدوم هذه الرسالة، فتحدث عن الأحوال العالمية قبل البعثة، وأحوال الجزيرة العربية قبل البعثة، ويري أن هذه الأحوال اجتمعت تطلب رسالة سماوية كانت الأرض في حاجة ماسة إليها. تحدث بعدها عن النبوة المحمدية، وكيف اختلف مفهوم النبي في الإسلام عن نفس المفهوم في ديانات كاليهودية مثلا .. فالنبوة في هذه الديانة ارتبطت ببعض الأعمال كالإخبار عن مكان الشيء المفقود، والتعريف ببعض أمور الغيب، وقام العقاد بالتعريف بمكانة النبي كسيد للأنبياء، وقام بالتعريف بدينه كدين للإنسانية. كتب العقاد فصلا خاصا عن الكعبة، تحدث عن اسمها ومن أين كان اشتقاقه، تحدث عن بنائها ومن أين كان قدومه، وتحدث عن واحدة من المعلومات الغريبة جدا في هذا الكتاب !! تحدث عن كعبات أخرى كانت موجودة بالجزيرة العربية. في فصل آخر تحدث عن أسرعن أجداده، وعن أعمامه، وعن أبويه. في كل ما قاله العقاد تري الأسرة النبوية بجلالها وتعرف أنها الأسرة الوحيدة في العالم التي كانت تستحق بشرفها و سبقها إلي التدين أن يخرج منها نبي. في نهاية الكتاب يتحدث العقاد عن نتيجة النتائج كما بدأه بفصل عن مقدمة المقدمات، يشرح فيه أن هذه المقدمات كان من الطبيعي جدا أن ينتج عنها هذه النتائج. كتاب عظيم القيمة رغم قلة صفحاته التي لم تتجاوز المائة وثلاثين صفحة إلا بقليل.
كتاب مطلع النور أو طوالع البعثة المحمدية - عباس محمود العقاد
في هذا الكتاب يغير العقاد الكثير من المفاهيم، ويقدم الكثير من التفاسير للقديم من معلوماتنا، في هذه الدراسة يقدم العقاد رؤيته لنشأة الديانة الإسلامية، فيرى أن المسلمين ليسوا في حاجة إلي الجدال حول إثبات تلك المعجزات التي يتحدثون عنها في كتب التراث كمعجزات اقترنت بحادث ميلاد النبي،