كتاب مغامرات نيلز العجيبة

تأليف : علي بدر

النوعية : الأدب

في عام 1904 وصلت إلى الكاتبة السويدية سلمى لاغرولف رسالة من الاتحاد الوطني للمدرسين في السويد مفادها نحن بحاجة ماسة إلى كتاب مدرسي مشوق يستمتع الأطفال بقراءته في حجرات الدراسة، ويثير اهتمامهم بجغرافية بلادهم

  كي يعرفوها أكثر ويحبوها ونتمنى أن يكون الكتاب مثيراً لاهتمامهم ليس بالجغرافيا فقط وإنما أيضا بالتاريخ والأساطير الشعبية . كان رد سلمى على الرسالة التي تتحدى امكانياتها الأدبية ومخيلتها بأنها ستحاول . وكان نتيجة محاولتها ظهور مغامرات نيلز العجيب التي نشرت في عام 1907 وتدور أحداثها حول صبي مشاكس يدعى نيلز كان يكره الحيوانات ويعذبها فيعاقبه قزم الغابة بتحويله إلى قزم ضئيل ما دفعه لبدء رحلته بين الحيوانات في الغابة بعد أن استطاع فهم كلامهم والتواصل معهم وسماع آرائهم وأفكارهم والتنقل في كل مكان بحرية، والتعرف خلال هذه المغامرات الممتعة الى طبيعة وجغرافية الأرض وأساطير السويد الشعبية وكل ما يمكن أن يتعلمه الطفل من خلال هذه المغامرات . تحولت هذه الرواية الى إبداع ترجم إلى أكثر من 30 لغة وكان نقطة تحول في حياة هذه الأديبة السويدية التي نالت جائزة نوبل في عام 1909 تقديرا لمواهبها وجهودها في الأدب والتعليم . وفي لقاء صحفي سئل الكاتب والروائي الفرنسي ميشيل تورنييه: من أيّ باب سحري دخل الأدب في حياتك؟ فأجاب: من باب كتاب الروائية السويدية سلمى لاغرلوف رحلة نيلز الرائعة عبر السويد، وهو كتاب جغرافيا وضعته للأولاد ونالت عليه في العام 1909 جائزة نوبل والشهرة العالمية، كان عمري لايتجاوز الرابعة عشرة حين قرأته و بهرني مناخه السحري . فلطالما أحببت السحر وقصصه إنما ليس أية قصص، بل السحر الذكي الذي يضيء درب القارئ وينير فكره، لذا لم تستهوني أبدًا قصة سندريللا واليقطينة التي تحولها الجنيةُ الطيبةُ إلى عربة ملكية، بل أحببت رحلة نيلز الرائعة . ان قضية تعليم الصغار والبحث عن أفضل المناهج العالمية للوصول الى مايجذبهم ومايتيح التواصل معهم لاتزال قضية عالمية لم تجد لها حلا يتناسب مع العصر وتطوراته، بينما كانت الأديبة سلمى وهي في بداية حياتها وبعد أن عملت في مهنة التدريس لأكثر من عشر سنوات، قادرة على قبول التحدي، فاستقطعت ثلاث سنوات من حياتها للتجول في مغامرة خاصة، تجوب بلادها وتبحث في الطبيعة والجغرافيا وتسمع كل مايحكى عن الأساطير الشعبية كي تنقلها في قصة لطيفة، قد تبدو أقل حجما مما هو متوقع لكنها أكبر قيمة وقدرة على أن تصبح منهاجا تعليميا يحقق ذلك التواصل المطلوب بين الطفل وبين الكتاب، وبين الطفل وبين التعليم نفسه . وهكذا كانت الحكاية التي لم تحتج الى أكثر من قصة بطلها قزم، فتتفوق بدورها على المؤتمرات والملتقيات وأفضل الممارسات والخبرات في كتابة المنهاج وتصميمها .
 

شارك الكتاب مع اصدقائك

2023-03-01

جميل هدا الكتاب