كتاب مفاهيم الشعرية: دراسة في الأصول والمنهج والمفاهيم بقلم حسن ناظم هذه الدراسة ليست "دفاعاً عن الشعر" الذي خفت صوته بفعل طبول الحرب وزعيق الشعر الحربي، وليست أيضاً دعوة إلى الالتزام، الذي قد يحتمي بالعقائد، وقد ينافح عن مذاهب أو حزب. إن تراجع الموقف الإنساني في الشعر لا سيما الذي أنتج داخل العراق تزايد بوتيرة محبطة
للآمال كلما تقدمنا نحو سنوات الحرب، وكاد ينعدم هذا الموقف، منذ انفراد صدام حسين بالسلطة وشن الحرب على غيران، ومن بعد غزو الكويت وحرب أخرى وحصار. في ظل هذا الظرف العصيب، عاش الشعر العراقي اندفاعتين مدمرتين: شعر يمجد الحرب ويذكي نارها، ويكيل مديحاً بائساً لصدام، وشعر يمجد الإبهام، والغموض رافعاً ذريعة الاحتماء من البطش. غير أن كلا الاتجاهين كان يبتعد عن الإنسان مادةً للشعر والحرب في آن، وكان يقترب من الفكرة -الصنم. ليس حال النقد، طبعاً بأفضل من ذلك. فهو الآخر جعل يراوح بين نقد أدب الحرب أو الالتهاء بالمناهج الحديثة ومصطلحاتها ومفاهيمها من دون توظيفها توظيفاً نافعاً. تستند نظرة أنسنة الشعر، في هذا الكتاب، إلى المبدأ الوظيفي للفن إجمالاً. ولذا تجد نفسها ضد جماليات التجريد، وضد جماليات النصوص التأملية. والحال إن النزعة التي تعني بالفن لذاته، بالشعر لذاته، نزعة بناء المحاريب، والاعتكاف فيها تزجية لتعبد وترهب غير مجديين هي نزعة تكرس عبودية للثقافة المنغلقة والمغلقة. وفي هذا الإطار تأتي نظرتنا إلى شعر فوزي كريم الذي يدور عليه هذا الكتاب