كتاب مقالات في نقد الأدب بقلم نايف سلوم .. إذا كان الفن والأدب تعليقاً على "الحياة" أو "الواقع الخارجي،" لكان النقد هو تعليق على هذا التعليق. وإذا كان الجانب الجمالي -التأملي ليس المحطة الأخيرة للفن او للنقد، فإن الفن ومعه النقد يغدو أداة أخلاقية تشارك في صنع المدينة الجديدة. ففي حين أن إنتاج الثقافة قد يكون -مثل الطقوس-محاكاة نصف اضطرارية لإيقاعات أو عمليات عضوية، فإن الاستجابة للثقافة –مثل الميثولوجيا-فعل ثوري من أفعال الوعي. وكما أن للفن والأدب تاريخ وذاكرة، كذلك الأمر بالنسبة للنقد. لقد ألف كيركيغارد كتيباً عجيباً بعنوان "تكرار" اقترح فيه استعمال هذا المصطلح الأفلاطوني الكلاسيكي "االذاكرة" ،1 anamnesisببعثها إلى الحياة أو إيقاظها. ويقول إن نهاية العملية الوعد الكشفي: "امسك لقا جعلت كل شي جديداً" بدون هذا الإحساس بالتذكر والإعادة (التكرار) [بدون هذا العود] يتجه النقد التاريخي نحو شطب كل منتجات الحضارة من أجواء اهتماماتنا. يجب أن تتم موازنة هذا التذكُّر بإحساس بتقبل معاصر لفن الماضي. كما يفعل كل النقاد التاريخيين الأصيلين. ولكن من الطبيعي أن هذا التقبل المعاصر ينبغي ان يقتصر غالباً على قضية نوعية في الحاضر، كما ينبغي ان ينظر إليه على أنه يدعم قضية أو أطروحة في الحاضر، وليس على أنه تبرير وتمديد لمنظور الحياة الراهنة